تعمل “هيئة تحرير الشام” على إعادة كسب الحاضنة الشعبية في إدلب، بعد ظهور بوادر انقسام داخلي على العلن، بدأ بمكاشفة لواحد من أبرز قياديها، “أبو العبد أشداء”، حول الفساد الإداري والمالي فيها والأخطاء الكبيرة و”القاتلة” التي ارتكبها القادة الذين يمسكون بالهيئة.
الخلافات التي طفت على السطح دفعت ناشطين عبر “تويتر” إلى إطلاق هاشتاغ “الشعب يريد ماله المسلوب”، متحدثين عن الأموال التي تجنيها “الهيئة” من الحواجز والمعابر، لتبدأ “الهيئة” بمحاولة تقديم صورة جديدة عبر عبر الاعتراف بأخطائها والتعهد بتصحيحها.
وأصدرت “الهيئة” بيانًا اليوم، الجمعة 13 من أيلول، تحدثت فيه عن هدف مشروعها وهو “إرساء مرحلة جديدة وتصحيح الأخطاء السابقة بما يتعلق باستقلالية القرار الثوري على المستويات كافة، المدنية والعسكرية والسياسية، وإقامة بديل مؤسسي ثوري ناضج بديل عن مؤسسات النظام”، بحسب تعبير البيان.
وأكد البيان أن “الهيئة” نجحت في جوانب وأخطأت وأخفقت في جوانب أخرى، وأنها “لا تدعي العصمة من الخطأ أو الوقوع في الزلل”، على حد وصفه.
وشكلت “الهيئة”، بموجب البيان، “لجنة رقابة عليا” قالت إنها تتمتع بصلاحيات واسعة، وتعزز جهود لجنة المتابعة العليا، وتحوي شخصيات معتبرة.
بيان “الهيئة” تزامن، مع تعميم نشرته على غرفها الخاصة في “تلغرام”، أعربت فيه عن تخوفها من “ضرب النسيج المجتمعي والتلاحم العسكري”، عبر استراتيجية تقوم بها روسيا.
وقالت إن روسيا والنظام اتبعا استراتيجية من خمسة نقاط لزعزعة كامل استقرار المناطق المحررة، وهي المراوغة السياسية في أستانة وسوتشي من أجل كسب الموقف الدولي، ثم تقسم المناطق وقضمها تباعًا.
والنقطة الثالثة هي اختراق الفصائل تحت دعوى المصالحة ثم إخراجها من المناطق وتسليمها للنظام، وزعزعة صف الفصائل والشعب من خلال التصريحات والمنشورات الإعلامية، وإرسال خلايا أمنية تقوم بعمليات التفجير والاغتيالات لزعزعة الاستقرار، بحسب التعميم.
واعتبرت “الهيئة” أنه من الواجب إفشال الحملة الساعية إلى ضرب النسيج المجتمعي والتلاحم العسكري، وأن “نكن واعيين ومدركين لكل دعوة يؤلب لها من يتكلمون باسم ثورة لم يعايشوها واقعا، أو يعاينوا قصفا وتهجيرًا”.
ويأتي تحرك “الهيئة” بعد انتشار تسجيل مرئي لأحد قياديها يتحدث فيه عن الفساد المالي والإداري داخل “الفصيل”.
ونشر القيادي البارز فيها “أبو العبد أشداء”، تسجيلًا مصورًا، الثلاثاء الماضي، عنونه بـ “كي لا تغرق السفينة” تحدث فيه عن الفساد الإداري والمالي في “تحرير الشام” والأخطاء الكبيرة و”القاتلة” التي ارتكبها القادة الذين يمسكون بها، إضافة إلى انصياعها للتفاهمات والأوامر الدولية، قبل اعتقله اليوم.
وتأتي مكاشفات القيادي بالتزامن مع حديث يدور عن إمكانية حل “تحرير الشام”، كخطوة لإبعاد تهمة “الإرهاب” التي تتذرع بها روسيا، وتضعها سببًا أساسيًا في العمليات العسكرية التي بدأتها على المنطقة.
ويتخوف قياديو “الهيئة” اليوم من تفككها، بعدما فشلت في دمج مكوناتها تحت القيادة العسكرية الموحدة، على خلفية التناقضات والانسحابات التي شهدتها في الأشهر الماضية، في أثناء العمليات العسكرية من جانب قوات النظام السوري وروسيا، إلى جانب عمليات الشد والجذب التي اتبعها قائدها “أبو محمد الجولاني”.