مواجهة لؤي حسين وثائر ديب … هل يكرر التاريخ نفسه؟
ملاذ الزعبي
قد يقود الخلاف المستجد والمستفحل بين المعارض المترفع عن الانتماء الطائفي ثائر ديب والمعارض البعيد عن الطائفية لؤي حسين، إلى نتائج خطيرة داخل صفوف التيار السلمي لن تختلف عواقبها الجللة عن خلافات رجل البعث القوي صلاح جديد ووزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد وما قادت إليه من انقسامات في صفوف حزب البعث.
فانتصار ديب، وهو الشخصية ذات الهوى الماركسي، قد يعني سياسات داخلية متشددة للتيار في مواجهة القوى الرجعية وملّاك الإغاثة وكبار التجار وضواري الليبرالية، وهو على الرغم من عمله مع مؤسسة تمولها دولة قطر إلا أن موقفه الثابت من الأنظمة التقليدية في دول الخليج العربي معروف للقاصي والداني، ما قد يؤدي إلى انغلاق التيار السلمي على ذاته دون أي إدراك للتوازنات الإقليمية والدولية بل وحتى الداخلية، وخاصة بعد نكسة انتصار المعارضة السورية في إدلب.
لكن لؤي حسين، ببراغماتيته ودهائه السياسي، ربما يكون القبطان الذي يحول دون غرق سفينة التيار السلمي المتخبطة في أمواج الثورة السورية. فبعد الانعطاف الأخير لحسين وإعلانه الانفتاح على الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بما يضمه من قوى رجعية كـ «الإخوان المسلمون» أو سهير أتاسي، عدا عن التأثير السعودي الوازن في الائتلاف، كل هذا يقودنا للاستنتاج أن طريقي ديب وحسين لن يلتقيا بعد اليوم.
من ألاعيب التاريخ ألا يملك ديب أي أوراق تمكنه اليوم من قيادة اللعبة، فهو منذ اكتفائه بمنصب الأمين القطري المساعد للتيار السلمي، تخلى عن مكامن التأثير الأساسية لغريمه لؤي حسين، رغم أنهما سبق أن تحالفا سويًا لتهميش غريمهما رئيس التيار السابق حكم البابا. في حين نجح حسين بالإمساك بعدد من المفاصل الرئيسية للتيار السلمي، عبر عدد من أشد مناصريه ولاء، حيث تتولى العميد ركن منى غانم قيادة لواء مركز بريدج المدرع، وتعد اللواء منى غانم ذات النفوذ الأكبر في ملتقى سوريات يصنعن السلام، وتمسك الشخصية الأمنية البارزة منى غانم بمفاتيح وسائل الإعلام الأهم وهي مركز البناء الإخباري وراديو «سوريات».
حليفا الأمس أصبحا عدوي اليوم، وقد تكون المسألة مسألة وقت قبل أن يقوم لؤي حسين بحركته التصحيحية مقصيًا ثائر ديب وغير ثائر ديب من التيار ومتوجًا نفسه رئيسًا أوحد ومستهلًا فترة مديدة من شخصنة التيار السلمي.
ما زال باستطاعة الدكتور هيثم مناع أن يقود تدخلًا تاريخيًا وحاسمًا للقيادة القومية للتيار السلمي قبل أن يقع الفأس بالرأس، لكن من أين لقيادة قومية مهمشة ولا يعدو دورها أن يتعدى دور الواجهة أن تملك القوى اللازمة في صراع الأقوياء هذا؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :