اتهمت الولايات المتحدة إيران بالكذب على المجتمع الدولي والدول الأوروبية، من خلال حنثها بتعهدها بعدم تسليم النفط إلى النظام السوري.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد أمس، الخميس 12 من أيلول، في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، “رأينا للتو بشكل مباشر كيف أن النظام الإيراني نكث بوعده الذي أعطاه إلى الاتحاد الأوروبي بأن السفينة، أدريان داريا 1، لن تُسلم نفطها إلى نظام الأسد القاتل”.
وأضافت، “النظام الإيراني سلم النفط إلى سوريا، وكذب في هذا الشأن على الاتحاد الأوروبي وعلى المجتمع الدولي”.
لكن المسؤولة الأمريكية لم تُقدم أدلة ملموسة لدعم اتهامها، وردت على سؤال حول ذلك بالقول، “لن أقول هذا أمام الكاميرات لو لم يكن هذا هو الحال”.
واعتبرت أورتاغوس أن تصرف طهران “يندرج في إطار نسج أكاذيب النظام الإيراني منذ 40 عامًا”، بحسب تعبيرها.
ويوم الثلاثاء الماضي، اتهمت السلطات البريطانية إيران بمخالفة الضمانات التي قدمتها بعدم قيام ناقلتها بنقل النفط إلى سوريا، كما استدعت السفير الإيراني لديها لتقديم احتجاجها على ذلك.
واحتُجزت ناقلة النفط “أدريان داريا 1” لمدة 46 يومًا بداية شهر تموز الماضي، على يد السلطات البريطانية عند مرورها من مضيق جبل طارق، للاشتباه في أنها تنقل النفط من إيران إلى حليفتها سوريا، وهو ما يشكل انتهاكًا للعقوبات الأوروبية المفروضة على النظام السوري.
ولاحقت الحكومة الأمريكية الناقلة، التي كانت تعرف سابقًا باسم “غريس 1″، بعد الإفراج عنها ودخولها البحر الأبيض المتوسط، فارضة عليها عقوبات في 31 من آب الماضي، معتبرة إياها “ملكية مجمدة”، ومهددة الدول المتوسطية بالعقوبات في حال ساعدتها أو اشترت نفطها.
إيران تؤكد بيع حمولة ناقلتها
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت يوم الأحد الماضي أن ناقلة النفط “أدريان داريا 1″، باعت حمولتها في أحد موانئ البحر المتوسط، رغم العقوبات الأمريكية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سيد عباس موسوي، إن ناقلة النفط رست عند أحد موانئ البحر المتوسط بعد الإفراج عنها، دون ذكر اسم الميناء، مشيرًا إلى أنها أفرغت حمولتها بالكامل.
وأضاف موسوي، بحسب ما نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عنه، “لقد أعلنا في وقت سابق أننا سنبيع نفطنا بأي شكل من الأشكال، وأن التدابير الخبيثة لن تؤثر على برامجنا”، في إشارة إلى العقوبات الأمريكية التي تمنع إيران من بيع نفطها الخام.
وسبق ذلك نشر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، صورًا ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية، تظهر ناقلة النفط الإيرانية “أدريان داريا 1” قبال سواحل طرطوس السورية، المطلة على البحر المتوسط.
وقال جون بولتون، عبر حسابه في “تويتر”، “واهم من يعتقد أن أدريان داريا 1 لم تتوجه إلى سوريا”.
إلا أن المسؤول الإيراني لم ينفِ أو يؤكد توجه ناقلة النفط إلى سوريا، وإفراغ حمولتها هناك، مكتفيًا بالقول إنها رست في أحد موانئ البحر الأبيض المتوسط.
وتتخوف الدول الغربية من وصول النفط الإيراني إلى النظام السوري، الخاضع لعقوبات أوروبية وأمريكية منذ عام 2011.
وأعلنت إيران مرارًا عن عدم اكتراثها بالتهديدات والعقوبات الأمريكية مصرحة أن النفط الإيراني سيباع لزبائنها دون انقطاع.
وكان موقعا TankerTracker وClipperData قد تتبعا في أيار الماضي تفريغ ناقلة “the Masal” الإيرانية لمليون برميل نفط في ميناء بانياس خلال الأسبوع الأول من الشهر.
وفرضت الولايات المتحدة عقوباتها على قطاعات متعددة من الاقتصاد الإيراني بعد انسحابها من الاتفاق النووي، في أيار من عام 2018، مخلفة كلًا من الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا دون قدرة فعلية على الالتزام بتعهداتها لرفع العقوبات الاقتصادية مقابل حد طهران من نشاطاتها النووية بتخصيب اليورانيوم والماء الثقيل.
–