بشهادات أبرز قيادييها.. خلافات البيت الداخلي في “تحرير الشام” تظهر إلى العلن

  • 2019/09/10
  • 11:54 ص
أبو محمد الجولاني مع قادة تحرير الشام في الغوطة الشرقية - (تحرير الشام)

أبو محمد الجولاني مع قادة تحرير الشام في الغوطة الشرقية - (تحرير الشام)

برزت خلافات البيت الداخلي في “هيئة تحرير الشام” إلى العلن، في وقت تعيش فيه محافظة إدلب وضعًا حساسًا، بانتظار التحركات التي ستعمل عليها روسيا وتركيا في الأيام المقبلة.

ونشر القيادي البارز في “تحرير الشام”، “أبو العبد أشداء” تسجيلًا مصورًا اليوم، الثلاثاء 10 من أيلول، عنونه بـ “كي لا تغرق السفينة” تحدث فيه عن الفساد الإداري والمالي في “تحرير الشام” والأخطاء الكبيرة و”القاتلة” التي ارتكبها القادة الذين يمسكون بها.

وبحسب التسجيل المصوّر الذي اطلعت عليه عنب بلدي، قال القيادي البارز إنه وعلى الرغم من الدخل المادي الشهري الكبير لـ “تحرير الشام”، إلا أن مقاتليها لا يتلقون منحًا مادية شهرية، وكثير منهم ترك صفوفها بسبب الفقر الشديد.

وأضاف أن مقاتلي “تحرير الشام” من أفقر المقاتلين في المنطقة، وهناك إداريون تصل رواتبهم إلى أكثر من 250 دولارًا شهريًا.

وأشار القيادي، الذي يشغل منصب القائد العام لكتلة حلب المدينة سابقًا والإداري العام لجيش “عمر بن الخطاب”، إلى أن “تحرير الشام” كانت على دراية بنية قوات النظام السوري اقتحام محور ريف حماة الشمالي قبل بدء العمل بشهرين، ورغم ذلك لم تقم بأي نوع من أنواع التحصين والتمويه والإعداد العسكري في المنطقة.

وتأتي مكاشفات القيادي في الوقت الذي يدور الحديث فيه عن إمكانية حل “تحرير الشام”، كخطوة لإبعاد تهمة “الإرهاب” التي تتذرع بها روسيا، وتضعها سببًا أساسيًا للعمليات العسكرية التي بدأتها على المنطقة.

وجاءت في وقت حساس تعيشه محافظة إدلب، وسط ترقب لما ستكون عليه الأمور خلال الفترة المقبلة، سواء باستئناف العملية العسكرية من جانب قوات النظام السوري، أول التوصل لترتيب آخر يوقف إطلاق النار بشكل كامل.

وقال القيادي إن قيادة “تحرير الشام” انصاعت للتفاهمات والأوامر الدولية، وانسحبت من شرق السكة بسبب ذلك.

وأضاف أنها عملت على تقوية الجناح الأمني على حساب الجناح العسكري، وحاربت الإبداع والتطوير فيه، مشيرًا إلى أن “الهيئة” لا تنفق على الجانب العسكري “إلا القليل القليل جدًا”.

طوال الأشهر الماضية، رفضت “تحرير الشام” حل نفسها مع بقية فصائل إدلب، لكن هذا الموقف دار على لسان قادة مهاجرين ومصنفين ضمن التيار المتشدد.

ورافق ذلك الحديث عن انقسام في البيت الداخلي فيها بين تيار يريد إنهاء العزلة الدولية، وتيار يريد قتال تركيا والفصائل التي تدعمها كـ “أحرار الشام” و”الجيش الحر”.

والنقطة الأبرز التي تحدث عنها القيادي هي أن “تحرير الشام” فقدت حاضنتها الشعبية سواء بين المدنيين أو المقاتلين في صفوفها، إضافةً إلى “حكومة الإنقاذ” التي عملت على تشكيلها في مطلع عام 2017.

ويعتبر “أبو العبد أشداء” من القادة البارزين في “تحرير الشام”، وهو أحد صقور “الجناح العسكري” في صفوفها، وشارك في معظم المعارك التي خاضتها “الهيئة” سواء ضد قوات النظام في حلب وإدلب أو ضد فصائل “الجيش الحر”.

ولا تزال “الهيئة” تحتفظ بقوتها المركزية المتمثلة بـ “جيش النصرة”، الذي كان رأس حربة في معاركها الأخيرة ضد فصائل كـ “حركة أحرار الشام”.

وحين فكت “جبهة النصرة” ارتباطها بتنظيم “القاعدة” وغيرت مسماها إلى “فتح الشام”، تفاءل بعض المحللين بهذا التحول، بينما توقع مراقبون أن يكون الحدث “شكليًا” مع استمرار نهج الفصيل وسعيه لتشكيل “إمارة” في المنطقة، بقيادة “أبو محمد الجولاني”.

ووفق محللين فإن “تحرير الشام” لم تنجح بتغيير المعادلة في الشمال السوري، كما كانت غايتها حين تشكيلها، بل زادت الواقع تعقيدًا في تلك المنطقة.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا