الفدائي الفلسطيني.. يا ظريف الطول

  • 2019/09/08
  • 3:26 م
من مواجهة المنتخب الفلسطيني وأوزبكستان

من مواجهة المنتخب الفلسطيني وأوزبكستان

عروة قنواتي

تبعث نتائج المنتخب الفلسطيني الأول لكرة القدم، في الأشهر الأخيرة، التفاؤل والأمل، وخاصة في الفترة بين كأس الأمم الآسيوية مطلع العام 2019، مرورًا ببطولة غرب آسيا، حتى انطلاق التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس أمم آسيا 2023 وكأس العالم 2022.

لا شك بأن الطريق الفلسطيني في التصفيات أو في أي مشاركة قارية كان كثير التحديات والصعوبات، بسبب الأوضاع الصعبة في فلسطين من ظروف الاحتلال، ولغياب إمكانية اللعب على الأرض الفلسطينية وإقامة المباريات الودية في أجواء تخدم الرياضة.

إلا أن جيلًا جديدًا ظهر في الملعب الأخضر، بدأ يرسم ملامح المنافسة بأفضل النتائج المتاحة، وبعيدًا عن الهزائم المريرة التي تتكبدها فرق ومنتخبات عربية وآسيوية، كان لها باع في عالم المستديرة وفي مشاركات دولية مهمة.

الكرة الفلسطينية التي عادلت الأردن والنظام السوري في آسيا 2019، وخسرت بثلاثية أمام الكنغر الأسترالي، كادت أن تتأهل إلى الدور الثاني كأفضل المنتخبات أصحاب المركز الثالث، إلا أن بعض الفوارق لم تخدم هذا التأهل لأول مرة في تاريخ فلسطين.

لم يشعر الفدائي باليأس فدخل غرب آسيا وفاز على النظام السوري وعلى لبنان، وتعادل مع الأردن وخسر أمام العراق، وحل ثانيًا في المجموعة، ولولا أن نظام البطولة لا يسمح إلا بتأهل متصدر المجموعة إلى المباراة النهائية مباشرة، لكان الفدائي في الدور نصف النهائي مراهنًا على بطاقة النهائي بكل استحقاق.

اليوم يفتح الفدائي باب التحدي في التصفيات المزدوجة بالفوز على أوزبكستان بهدفين نظيفين، خبر ومشهد لا يمكن أن يمر بسهولة ولا يمكن أن يطوى من دون تحية. التصفيات طويلة، وهذا صحيح، وتقلبات المشهد الكروي في هذا النوع من التصفيات قد تحرم منتخبات كبرى وتؤهل منتخبات متوسطة، نتيجة ظروف الإصابة لبعض النجوم واللاعبين، أيضًا هذا صحيح… ولكن الفوز على أوزبكستان بجهود الفدائي أمر يحتمل البناء والجهد الأكبر، وهو حالة تجب المراهنة عليها يوميًا وفي كل فرصة.

من الظلم مطالبة المنتخب الفلسطيني بمقارعة الكبار في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم أو التأهل لكأس العالم، فهذا الشرف الذي لم تستطع دول مهمة بكرة القدم الآسيوية كالبحرين وعمان وقطر والأردن الوصول إليه، اللهم إلا باستضافة قطر لمونديال 2022، ما يسمح لها بالوجود في المنافسات. هذا الشرف نالته منتخبات العراق والكويت والإمارات مرة واحدة فقط، رغم كل الإمكانيات والظروف المتاحة، بل والمخملية في بعض الأوقات لهذه المنتخبات، فمن الظلم فعلًا مطالبة الفدائي الآن بالتأهل والصراع والنقد في حال لم يتأهل.

ولكن من حق الفدائي أن يحلم بالعودة إلى المونديال الآسيوي 2023، وبتحضير أقوى وجاهزية أفضل وأسماء قادرة على المنافسة، والخروج من قمقم دور المجموعات، لتتحول ورقة المشاركة المشرفة إلى ورقة صعبة يحسب لها ألف حساب في 90 دقيقة، وفي تمديد الوقت وفي ركلات الترجيح.

ما زال مشوار العمل الفني والإداري الصحيح طويلًا أمام الكرة الفلسطينية، وما زالت البطولات بكل الرهانات السلبية والإيجابية في طريق العمل الرياضي الفلسطيني، إلا أن إصرارًا وعيونًا لامعة باتجاه الأفق تبشر بولادة منافس جديد من العيار الصعب في الكرة العربية والآسيوية…

الفدائي الفلسطيني يا ظريف الطول.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي