أهالي درعا يرممون المدارس على حسابهم الشخصي

  • 2019/09/08
  • 12:00 ص

تأهيل مدرسة في مدينة درعا جنوب سوريا - آب 2019 (سانا)

عنب بلدي – درعا

تستقبل محافظة درعا عامها الدراسي الجديد في ظل صعوبات خلفتها سنوات الحرب، إذ دُمرت أغلبية المدارس، بعضها بشكل كامل وأخرى بشكل جزئي، وتجري عمليات ترميم لها تباعًا، لكن على نفقة الأهالي لا الدولة.

أشرفت مديرية التربية بدرعا في الأشهر الماضية على صيانة عدة مدارس، وبدأت أعمال ترميمها على نفقة المجتمع المحلي، وصرح مدير التربية، محمد خير العودة، لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، آب الماضي، أن ثلاث مدارس تم إصلاحها في بلدة نصيب على نفقة المجتمع المحلي، وأربعة ملحقات مدارس في بلدة كحيل مع تقديم الخزانات للمدارس.

وأضاف العودة أنه وبالتعاون مع المجتمع المحلي في بلدة عتمان تم ترميم مدرستين، وأيضًا رُممت مدرسة في بلدة صيدا ومدرسة في بلدة الحراك ومدرستان في بلدة الشيخ مسكين، على أن تُكمل مديرية التربية ترميم ثانوية الشيخ مسكين الثانية.

على حساب الأهالي

ياسين قداح (30 عامًا)، موظف سابق في منظمة إنسانية في بلدة الحراك، يقول لعنب بلدي إن المدرسة الابتدائية الثالثة تم ترميمها، بتبرعات من أهالي البلدة، موضحًا أنهم لجؤوا إلى هذه الخطوة من أجل استيعاب مدارس البلدة لجميع الطلاب، ولضمان عدم إضاعة فرصة التعليم عليهم.

ويضيف قداح، “في حال عدم صيانة المدارس سوف يشكل ذلك ضغطًا كبيرًا على باقي المدارس”.

وبحسب ما يقول “أبو باسم” (50 عامًا) من بلدة صيدا، فإن التبرعات من قبل الأهالي سدت قسمًا كبيرًا من تكاليف الترميم.

ويضيف لعنب بلدي، “هناك ضغط كبير على المدارس لضعف قدرتها الاستيعابية، وخاصة أنه خلال السنوات الماضية لم تُبنَ مدارس جديدة”، موضحًا أن الترميم يشمل إصلاح الجدران وطلاءها، وإصلاح الأبواب ودورات المياه.

الأضرار كبيرة.. البنية التحتية مدمرة

خلال السنوات الماضية تأثر قطاع التعليم بشكل سلبي، وشهدت أغلب المناطق تدمير عدد كبير من المدارس.
مديرية التربية في درعا أحصت المدارس المتضررة، وقسمتها إلى مدارس بحاجة إلى ترميم جزئي ومدارس خرجت بشكل كلي عن الخدمة، وبحسب مدير التربية، محمد خير العودة، فإن عدد المدارس التي تحتاج إلى ترميم جزئي بلغ 363 مدرسة، وعدد المدارس المدمرة بشكل كامل 111 مدرسة، بكلفة صيانة تقدر بـ 30 مليار ليرة سورية.

“محمد دياب” (45 عامًا)، مدرّس من مدينة درعا، يقول لعنب بلدي إن المدارس تشهد ضغطًا طلابيًا في العام الدراسي الحالي، وقد يصل عدد الطلاب إلى أكثر من 30 طالبًا داخل القاعة، ما يسبب إرهاقًا للمعلم في إيصال الفكرة إلى جميع الطلاب.

ويعود سبب الضغط الطلابي، بحسب المدرس، لسببين، الأول خروج بعض المدارس عن الخدمة، ما شكل ضغطًا طلابيًا على المدارس المؤهلة للتدريس، والسبب الثاني هو عدم وجود مدارس تتناسب مع الزيادة السكانية.

التكاليف ترهق الأهالي

العام الدراسي يبدأ وتبدأ معه هموم تأمين احتياجات الطلاب، من لباس وقرطاسية، وخاصة بعد فرض مديرية التربية اللباس الموحد على الفئات العمرية (الابتدائية والإعدادية والثانوية).

“أم حسان”، ربة منزل من درعا، لديها أربعة أبناء، أحدهم في المرحلة الثانوية، تقول لعنب بلدي إن كلفة شراء ملابس دراسية له تصل إلى حدود 25 ألف ليرة سورية.

وتضيف أن شراء ملابس المدرسة “هو أمر مكلف، وخاصة في ظل تدني الدخل، وارتفاع الأسعار وتكاليف الحياة”، لكنها تابعت بالقول، “أعمل المستحيل كون الأمر يتعلق بمستقبل أبنائي”.

وبحسب “أم حسان”، لا توجد مدارس إعدادية وثانوية في بعض القرى، الأمر الذي يتطلب استئجار وسائل نقل، ما يزيد من الأعباء المالية على الأسرة.

مقالات متعلقة

تعليم

المزيد من تعليم