عنب بلدي – إدلب
وسط هدوء حذر، بدأت مناطق في ريف إدلب الجنوبي تشهد عودة نسبية للأهالي إلى منازلهم، بعد أن أعلنت روسيا في 31 من آب الماضي، وقف إطلاق النار في المنطقة، ما دفع بعض المنظمات إلى تنظيم حملات توعية وإرشاد لتنبيه النازحين العائدين إلى وجود مخلفات حرب وذخائر عنقودية في المناطق التي عادوا إليها.
توزع الفرق الميدانية التابعة لفريق “منسقو استجابة سوريا”، منذ مطلع أيلول الحالي، منشورات توعية على النازحين العائدين إلى قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، من خلال فرق عند مداخل المدن والقرى والبلدات التي تشهد عودة سكانية، تقدم نصائح وإرشادات عن كيفية التصرف في حال تم العثور على مخلفات قابلة للانفجار.
حاجة ملحة للتوعية
مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن برنامج التوعية تضمن توزيع المنشورات على النازحين العائدين وعلى المجالس المحلية أيضًا، مشيرًا إلى أن التركيز الأكبر سيكون على فئة الأطفال، باعتبارها الشريحة الأكبر التي يمكن أن تتضرر من مخلفات الحرب والمتفجرات.
ما هي مخلفات الحرب القابلة للانفجار؟
يُستخدم مصطلح مخلفات الحرب القابلة للانفجار لوصف مجموعة كبيرة من الأجسام المتفجرة أو الأجسام غير المتفجرة التي تبقى متروكة في مناطق معينة بعد انتهاء العمليات العسكرية فيها، وتشمل هذه الأجسام القذائف المدفعية والقنابل اليدوية وقذائف الهاون والذخائر الصغيرة والصواريخ والألغام وغيرها.
وتشير أرقام “منسقو الاستجابة” إلى أن 13 ألفًا و671 مدنيًا عادوا إلى مناطقهم في قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، منذ 31 من آب الماضي وحتى 6 من أيلول الحالي، وذلك نتيجة الهدوء النسبي الذي تشهده تلك المناطق، وسط توقعات بتوافد المزيد من المدنيين النازحين وعودتهم إلى منازلهم في حال استمر الوضع على ما هو عليه الآن.
وقال مدير “منسقو الاستجابة” لعنب بلدي، إن التوعية بمخلفات الحرب باتت حاجة ملحة خلال الفترة الأخيرة، التي شهد فيها ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي قصفًا مكثفًا من قبل النظام السوري وروسيا، خلال الحملة العسكرية التي بدأت في نيسان الماضي.
وأضاف أنه نتيجة القصف الكثيف على المنطقة من المتوقع وجود ذخائر عنقودية ومخلفات لم تنفجر بعد، وبالتالي فإن عودة الأهالي إلى مناطقهم تشكل خطرًا كبيرًا حتى مع توقف القصف، لذا لا بد من تنظيم حملات توعية بالتنسيق مع المنظمات المختصة العاملة في المنطقة، خاصة أن مخلفات الحرب القابلة للانفجار قد تؤدي لإصابات عدة تصل إلى درجة بتر الأطراف.
ونوه حلاج إلى أنه في حال العثور على مخلفات حرب لم تنفجر يتم إبلاغ العسكريين المختصين بتفكيكها، بالإضافة إلى إبلاغ منظمة “الدفاع المدني السوري” العاملة في المنطقة، والتي تعمل بشكل “فعّال” في هذا المجال، وفقًا لمدير “منسقو الاستجابة”.
إرشادات يجب اتباعها
تحت عنوان “اعلم أن الخطأ الأول قد يكون الأخير”، قدم فريق “منسقو الاستجابة” مجموعة من الإرشادات الواجب على النازحين العائدين اتباعها للوقاية من انفجار مخلفات الحرب، في حال وجدت بمناطقهم.
ومن بين هذه الإرشادات التي اطلعت عنب بلدي عليها:
– عدم الاقتراب من أي جسم مشبوه ولافت للنظر أو العبث به.
– عدم تعريض هذه المواد المتفجرة للحرارة أو إشعالها بالنار.
– عدم طرق المواد المتفجرة والأجسام المشبوهة أو ضربها أو الدوس عليها.
– ينبغي وضع علامات مميزة على المكان الذي عثر فيه على مواد متفجرة لتنبيه الآخرين.
– التواصل مع المجالس المحلية العاملة في المنطقة فور الاشتباه بجسم غريب.
– على المجالس المحلية الإسهام في تحديد الأماكن التي تعرضت لقصف سابق، وإبلاغ المختصين لفحص تلك الأماكن والتأكد من خلوها من الأجسام المتفجرة.
– التواصل عبر القبضات اللاسلكية المنتشرة في المنطقة للإبلاغ عن الأجسام المشبوهة في حال انقطع الإنترنت.
– إشعار المختصين للتخلص من المواد المتفجرة وفق الطرق العلمية.
ولفت فريق “منسقو الاستجابة” إلى أن الأجسام المشبوهة قد تكون على أشكال مغرية، ما يدفع الأطفال إلى الاقتراب منها وحملها أو الدوس عليها، وسط دعوات للجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنظيف المناطق من مخلفات الحرب المتفجرة.