تحشيش على اللجنة الدستورية

  • 2019/09/08
  • 12:00 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

قال أبو أيوب إن أصحابه الذين يُجَالِسُهم، ويحشش برفقتهم منذ أكثر من ربع قرن، أناس عديمو الفائدة، مثل الشراطيط القماشية التي كانت والدتُه المرحومة تَحَارُ في أمرها، إن أرادت الاستفادة منها في مسح زجاج النوافذ، يتسخ الزجاج ويتجلغم، وإذا قررتْ استخدامها في صناعة سجادات الخرق تجدها مهترئة وتخانة (وما لها حيلْ).. وفي المحصلة تجد المكان الأنسب لها هو التنور، فتلقيها وتتفرج على ألسنة اللهب وهي تتصاعد منها وتغني: مسعد يا تنور يما ليلة مسعد يا تنور.

قال أبو دعاس وهو ينفث دخان سيجارته: نحن يا أبو أيوب عديمين النفع متل شراطيط أمك؟ هه هه.. على أساس أنت فيلسوف عصرك وعبقري زمانك، ولحتى تثبت لنا أنك فهمان فاتح اللابتوب ومبحر فيه متل فتاحين الفال.. يا أخي تضرب أنت واللي بيحشش معك.

قال أبو عاجوقة: أبو أيوب بيذكرني بـ “عبودي السطل” لما كان يشيل الراديو في الستينات على كتفه ويقربه من إدنه، ويسمع الأخبار، ويرفع حواجبه وينزلهم ويزم بوزه حتى يفكروا الناس إنه عَمْ يستوعب، وبعدها كنا نسأله: أشو في ما في بهالدنيا يا عبودي؟ فيرد علينا ويقول: فايتة ببعضها.

قال أبو أيوب: بشرفي عبودي السطل رغم جَحْشَنْتُه أفهم من حضراتكم. كان يقلكم إنه الدنيا فايتة ببعضها لأنه لو حكى لكم أيش فيه بالأخبار ما راح تفهموا. عقولكم تخانة والعياذ بالله. بتعرفوا؟ أنا هلق داخل ع الإنترنت وعم إتصفح المواقع الإخبارية. ما تركت خبر إله علاقة بالشأن السوري إلا وقريته واستوعبته.. وصلت لعند خَبَر بيخلي ضبانات العقل تنفرط وتوقع ع الأرض ضَبَان وَرَا ضَبَان. بتعرفوا يا مساطيل إنه “غير بيدرسون” نجح في تشكيل اللجنة الدستورية؟

وقف الحشاشون الأصدقاء وقفة الرجل الواحد، وصاحوا بصوت واحد: قول والله العظيم إنه نجح بتشكيلها!

قال أبو أيوب: والله العظيم مشي الحال، وبالأمارة فيها 150 زلمة، تلتهم من عند بيت الأسد، وتلتهم من المعارضة وتلتهم من منظمات المجتمع المدني.. واللجنة إلها رئيسين، واحد من النظام وواحد من المعارضة.

اقترب الحشاشون بعضهم من بعض، ووضع كل منهم ذراعيه على كتفي رفيقيه من الجانبين، وصاحوا بصوت واحد: صلوا على محمد، زين زين مكحول العين واللي يعادينا الله عليه.

وألقى أبو عاجوقة سيجارته على الطاولة، ودفع الشباك بيده، وعندما انفتح مد مسدسه البرابيللو إلى الأعلى وأفرغ مخزنَ رصاص كاملًا في الهواء احتفاء بهذا الخبر السعيد. ثم جلس الجميع وهم في قمة الابتهاج، وقال أبو عَدُّولة: ما لكم علي يمين، صار لي تلات أيام بلياليها ما عم إحسن أنام. ترى أنا ما بيهمني قصف سوري أو روسي أو حتى قصف التحالف. البارحة قالت لي أم عاجوقة وهيي عم تبكي: إنه أيمت الله بده يفرجها على هالناس؟ صاروا مليون شهيد، وربع سوريا تْدَمَّرْ، وعشر ملايين سوري طافشين في بلاد الله الواسعة.. قلت لها اخرسي وليك. وحياة عينيكي كل شي ليتصلح، المهم إنه اللجنة الدستورية تتشكل!

(ملاحظة: الكاتب لا يحشش- هذه الجلسة مُتَخَيَّلة).

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي