سكان ريف حمص يشترون الرغيف بالسعر الحر

  • 2019/09/08
  • 12:00 ص

فرن آلي مدمر جراء القصف في منطقة الحولة شمالي حمص - 18 نيسان 2018 (عنب بلدي)

حمص – عروة المنذر

رغم مضي أكثر من عام ونصف على سيطرة قوات النظام السوري على الريف الشمالي لحمص، بموجب اتفاق “المصالحة” الذي رعته روسيا، لا تزال الخدمات المقدمة من مؤسسات الدولة في أدنى مستوياتها، ودون أي تقدم يذكر.

رغيف الخبز وجودته والحصول عليه مشكلة كانت حاضرة في أثناء سيطرة المعارضة السورية، على خلفية القصف الذي طال الفرن الآلي في مدينة الرستن وغيره من الأفران، وتجددت في الوقت الحالي لكن بظروف مختلفة، رغم الوعود التي قدمتها “لجنة المصالحة” بتقديم الرغيف في أسوأ الأحوال، والحد من تلاعب التجار في المادة الأساسية التي يحتاجها المواطنون.

الظروف الحالية فرضت تبعاتها على الخبز المنتج، الذي أصبح غير قابل للاستهلاك البشري، وينتجه فرن الرستن، الوحيد الذي يغذي المنطقة (الوحيد المدعوم من الدولة)، الأمر الذي فتح الباب للتوجه إلى الأفران الخاصة الموجودة في المنطقة، والتي استغل أصحابها الأمر وبدؤوا ببيع الخبز بأسعار عشوائية.

غير صالح للاستهلاك

يصل الخبز إلى مراكز التوزيع المعتمدة في ريف حمص الشمالي كل يومين، وتبلغ مخصصات الأسرة الواحدة ربطتين بسعر 50 ليرة سورية للربطة الواحدة، لكنه غير صالح للاستهلاك منذ قدومه من الفرن الذي يغذي المنطقة في الرستن، والذي كانت مؤسسة “إحسان للإغاثة” قد أنشأته في أثناء سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة.

ورغم استلام “مؤسسة الأفران” في حكومة النظام السوري تشغيل فرن الرستن، منذ دخول قوات النظام إلى المنطقة، إلا أن الخبز المنتح ذو جودة رديئة، بحسب رصد أجرته عنب بلدي.

يقول “أبو محمد” من سكان مدينة الرستن، “الخبز محمّض حال خروجه من الفرن ووصوله إلى مركز التوزيع، كونه يكدس لساعات فوق بعضه، ويمنع شراؤه بشكل مباشر، ورغم الشكاوى عن طريق مجلس المدينة والبلدية لكن لا حياة لمن تنادي”.

ويوضح أحد أصحاب مراكز التوزيع في ريف حمص (طلب عدم ذكر اسمه) أن الخبز القادم من فرن الرستن يصل فاسدًا بسبب فساد الخميرة أو الطحين.

ويشير في حديث إلى عنب بلدي، “الحال هكذا منذ أكثر من ثمانية أشهر، والناس الفقراء مجبرون على شرائه، أما الميسورون فاتجهوا إلى شرائه من الأفران الخاصة”.

الأفران تستغل الظرف

في ظل الوضع السيئ للخبز المنتج من الفرن الحكومي الوحيد في المنطقة بمدينة الرستن، نشطت الأفران الخاصة بعد توقف طويل، بسبب صعوبة الحصول على الموافقات لدخول سوق العمل، فتشغيل الفرن الخاص بحاجة إلى موافقة “مكتب الأمن الوطني” في دمشق.

يقول “أبو خلدون”، صاحب فرن خاص في مدينة تلبيسة، “بعد تعب كبير حصلت على الموافقات المطلوبة لتشغيل الفرن من التموين والصحة، وحتى الأمن القومي، وللحصول على هذه الموافقات دفعت ما يقارب مليونين كرشاوى للإسراع بالأمر”.

ويتراوح سعر الخبز الحر من الأفران الخاصة ما بين 75 إلى 125 ليرة للربطة الواحدة (8 أرغفة)، وذلك يعتمد على أسعار المازوت والطحين.

ويضيف “أبو خلدون” أن سعر الربطة ينخفض ويرتفع حسب سعر ليتر المازوت وكيس الطحين، فالمطاحن والكازيات لا تؤمّن الكمية المطلوبة بالوقت المطلوب، ويضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار اليد العاملة.

ورغم ارتفاع سعر الربطة، بحسب صاحب الفرن، إلا أنها “مطلوبة بشكل كبير بسبب رداءة الخبز الذي ينتجه الفرن الحكومي الوحيد في مدينة الرستن”.

“أبو كامل” من أهالي قرية الفرحانية يقول إنه توقف عن شراء الخبز من فرن الرستن الحكومي، بسبب رداءة الخبز الذي ينتجه.

ويوضح لعنب بلدي أنه يضطر حاليًا لشراء الخبز من الأفران الخاصة، بالسعر الحر المحدد من قبلها، سواء من ريف حمص أو حماة.

وكانت مجالس المدن المشكّلة والبلديات قد عملت على تقديم الشكاوى المرتبطة بفرن الرستن إلى التموين والمحافظة والمعنيين، “لكن لا حل يلوح بالأفق، أو ربما الأمر مقصود”، على حد تعبير كثيرين من سكان المنطقة.

مقالات متعلقة

  1. رغم الأزمة.. أفران خاصة في حمص ممنوعة من العمل
  2. رغيف خبز لكل شخص.. أزمة الخبز مضاعفة في الرستن
  3. إنتاج يقل وأسعار تزيد.. فرن الخبز الوحيد في الرستن مهمل
  4. بعد عام من "التسوية".. ريف حمص يعيش في "حضن الوطن الفقير"

مجتمع

المزيد من مجتمع