مساعٍ ألمانية للكشف عن أنصار “اليمين المتطرف” في الجيش
تعتزم وزارة الدفاع الألمانية إصلاح جهاز الاستخبارات العسكرية في البلاد، وذلك عقب الكشف عن وجود نزعات يمينية متطرفة في صفوف الجيش الألماني.
وذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، في عددها الصادر اليوم، الجمعة 6 من أيلول، أن المؤسسة العسكرية في ألمانيا تنوي إجراء إصلاحات هيكلية وإدارية في جهاز الاستخبارات العسكرية الألمانية “MAD”، بهدف كشف العناصر اليمينية المتطرفة بشكل مبكر، ومنع توغلها في صفوف القوات المسلحة بكل أصنافها.
وأشارت المجلة إلى أنه من المقرر أن يُعيّن المدير الحالي لمكافحة التجسس في الاستخبارات الداخلية، بوركهارد إيفين، نائبا مدنيًا ثانيًا لرئيس الاستخبارات العسكرية في الخريف المقبل، وأن يختص بدرء التطرف عبر إدارة قسم خاص لهذا الغرض.
كما بيّنت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه من المقرر أيضًا في هذا السياق توفير مئات فرص العمل لدى الاستخبارات العسكرية كجزء من عملية الإصلاح الهيكلي للجهاز.
وتأتي هذه الخطوات ردًا على انتقادات طالت وزارة الدفاع الألمانية بعدم تصديها بفعالية كافية للتطرف اليميني داخل صفوف القوات المسلحة.
وكانت مسؤولة السياسات الداخلية في الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، أولا يلبكه، انتقدت طريقة تصرف الجيش الألماني مع التطرف اليميني، عقب صدور تقرير صحفي يؤكد وجود نحو 400 مشتبه بانتمائهم لليمين المتطرف في صفوف الجيش الألماني.
وقالت لوبكه بهذا الصدد إنه “بمجرد وجود حالة شك، يفترض أن يمنع هذا العسكري المعني من الوصول للسلاح إلى حين البت بوضعه، لأن وصول المتطرفين اليمينيين للسلاح هو أشبه بقنبلة موقوتة”.
كما صرحت وزيرة الدفاع السابقة أورزولا فون دير لاين، في عام 2017، أن الجيش الألماني يعاني من “مشكلة في التعامل”، ومن “تصور خاطئ لصفوف القوات” ومن “ضعف في القيادة على مختلف المستويات”، وذلك بعد الكشف عن حالات عديدة من نشاط اليمين المتطرف ومن طقوس مهينة يمارسونها ضمن صفوف القوات.
تنامي خطاب الكراهية
ودعت وزيرة العدل الألمانية، كريستينه لامبرشت، في شهر تموز الماضي، إلى التصدي لليمين المتطرف في البلاد بمزيد من الصرامة، محذرة من تفشي خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي تصريحات لها لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الألمانية، قالت الوزيرة، “يتعين علينا زيادة ضغط الملاحقة على اليمينيين المتطرفين بشدة”.
وأكدت على أهمية بذل الشرطة وهيئات الادعاء العام جميع الجهود، لملاحقة جرائم الكراهية على الإنترنت بفعالية، محذرة من تحول الكراهية على الإنترنت إلى “عنف وحشي”.
وهو ما أكده رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور، توماس هالدنفانغ، الذي تحدث لموقع “شبيغل أونلاين” عما أسماه بـ “قوة دفع جديدة في مجال التطرف اليميني”.
وحذر المسؤول الألماني من وجود “قدر هائل من التعاطف، وتأجيج الوضع في الشبكة العنكبوتية من خلال منشورات تحض على الكراهية”.
كما أشار الموقع إلى حالة استنفار يعيشها رؤساء الأجهزة الأمنية في ألمانيا بسبب القلق من تزايد أعمال العنف من قبل اليمين المتطرف، منذ مقتل السياسي الألماني في حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” فالتر لوبكه، بمدينة كاسل في شهر حزيران الماضي.
ازدياد خطر تهديدات اليمين المتطرف
وكان وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، صرح خلال استعراضه نتائج “التقرير الأمني السنوي الصادر عن هيئة حماية الدستور”، في شهر حزيران الماضي، بأن التهديدات التي يشكلها “اليمين المتطرف” في البلاد وصلت إلى مستوى “غير مسبوق” في عام 2018.
وأوضح الوزير الألماني أن عدد المنضمين إلى شبكات “يمينية متطرفة” وصل إلى 24100 شخص، وهو “أعلى مستوى له”، لافتًا إلى أن التقرير يصنف ما يقارب النصف منهم على أن لديهم “قابلية لاستخدام العنف”.
أكثر من 600 اعتداء بحق اللاجئين معظمها من “يمينيين متطرفين”
ويقف خلف معظم الهجمات العنصرية ضد اللاجئين “يمينيون متطرفون”، وكانت السلطات الألمانية حمّلت في عام 2018 “الجماعات اليمينية المتطرفة” المسؤولية عن 140 هجومًا من أصل إجمالي 143.
كما يطالب أنصار “اليمين المتطرف” بترحيل اللاجئين، ويحاولون الضغط على الحكومة من أجل تغيير سياسة استقبالهم.
وأمس، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية ارتفاع عدد الاعتداءات ضد اللاجئين خلال النصف الأول من العام الحالي، لتصل إلى ما يزيد على 600 اعتداء.
وفي معرض ردها على طلب إحاطة تقدم به حزب “اليسار”، أوضحت وزارة الداخلية أن الشرطة الألمانية سجلت 609 اعتداءات على اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين في عموم ألمانيا خلال النصف الأول من عام 2019.
وأشارت الوزارة إلى أن معظم مرتكبي هذه الاعتداءات هم من الوسط اليميني المتطرف.
وفي 2 من حزيران الماضي، أُصيب رئيس مجلس مدينة كاسل، فالتر لوبكه، وهو في شرفة منزله بطلق ناري في رأسه، توفي على إثره بعد فشل عمليات إنعاشه.
وأعلنت “النيابة العامة الاتحادية المتخصصة بشؤون مكافحة الإرهاب” عقب ذلك، اعتقال “شتيفان ي.” البالغ من العمر 45 عامًا، للاشتباه بقتله لوبكه.
وينتمي لوبكه لـ “حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي”، المؤيد لاستقبال اللاجئين وترأسه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وكان قد أسهم في تأسيس مراكز لاستقبال اللاجئين عام 2015.
واعتبرت النيابة العامة جريمة مقتل لوبكه بمثابة “اعتداء سياسي”.
وبعد مقتل لوبكه، توالت التهديدات الموجهة لمسؤولين ألمانيين بالقتل، ويُعتقد أنها على خلفيات سياسية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :