يجهز رجل الأعمال الروسي و”ملك قطاع المطاعم”، يفغيني بريغوجين المعروف “طباخ بوتين” جنودًا لتنفيذ هجوم نهائي على آخر معاقل المعارضة السورية في محافظة إدلب، بحسب ما ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية.
وقالت الوكالة في تقرير مطول نشرته اليوم، الجمعة 6 من أيلول، إن المئات من المقاتلين التابعين لـ “طباخ بوتين” يتجمعون بالقرب من مدينة إدلب حاليًا، لشن هجوم واسع النطاق من المتوقع أن يبدأ خلال أسابيع.
ونقلت الوكالة عن أحد المطلعين قوله إنّ المقاتلين يتجمعون على شكل وحدات مجهزة بالدبابات، يتألف كل منها من 50 رجلًا ويحظون بغطاء جوي روسي.
وأضافت نقلًا عن الشخص المطلع، بحسب ما ترجمت عنب بلدي، أن الخطة تقضي بأن يقاتل الجنود “ببزة الجيش السوري”، على أن يفتحوا ممرات للمدنيين قبل خوض معارك الشوارع التي تتطلّب “تطهير” المدينة من آلاف المقاتلين “الجهاديين”، مشيرًا إلى أنّ العملية قد تستغرق أشهرًا.
وتشهد محافظة إدلب حاليًا وقفًا لإطلاق النار، أعلنت عنه روسيا والنظام السوري، الأسبوع الماضي، دون أن تبدي فصائل المعارضة موقفًا رسميًا من الأمر.
وكانت قوات الأسد بدعم من روسيا قد سيطرت على مواقع استراتيجية من يد فصائل المعارضة في الشمال السوري، بينها كامل الريف الشمالي لحماة، ومدينة خان شيخون الاستراتيجية في الريف الجنوبي لإدلب.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” عن المحلل الاستراتيجي التركي، نهاد علي أوزخان، قوله إن هدف العملية العسكرية لقوات النظام السوري يتمثل بإعادة فتح الطريق السريع الذي يربط إدلب بحلب.
وتوقع الدبلوماسي الروسي السابق، فلاديمير فرولوف، أن يساعد بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان بعد ذلك على إعادة النازحين إلى سوريا.
ورجح أن يعمد بوتين بدوره إلى استخدام ورقة النازحين للضغط على الأوروبيين، لا سيما نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتمويل إعادة إعمار سوريا.
وأشارت الوكالة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان الكرملين ينسق خططه العسكرية لإدلب مع تركيا، “التي أقامت مراكز مراقبة في المنطقة للمساعدة في حماية الأغلبية السنية”.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على الوكالة بشأن طلب التعليق على التطورات في إدلب، في حين رفضت الحكومة التركية التعليق، كما رفض المسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية التعليق.
من هو “طباخ بوتين”؟
“طباخ” بوتين هو رجل أعمال روسي و”ملك قطاع المطاعم”، وهو مؤسس شركة “فاغنر”، التي نشرت مئات المقاتلين لها في سوريا، في السنوات الماضية، وشاركت في العمليات العسكرية إلى جانب قوات النظام السوري، وبشكل خاص في المنطقة الشرقية، في دير الزور والريف الشرقي لحمص.
ويفغيني بريغوجين مدرج على لائحة العقوبات الأمريكية، بسبب صلته بالانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في كانون الأول 2016، إن بريغوجين لديه “معاملات تجارية واسعة” مع وزارة الدفاع الروسية، وكان مرتبطًا ببناء قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من أوكرانيا.
ونسبت صحيفة “واشنطن بوست” لمصادر استخباراتية قولها إن “طباخ بوتين” كان على اتصال وثيق بالكرملين في الفترة التي سبقت الهجوم على قاعدة لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، في 7 من شباط 2018، في محافظة دير الزور.
ويعرف بريغوجين باسم “طباخ بوتين”، الذي يورد مستلزمات الأطعمة للحفلات في الكرملين، ثم توسعت أعماله من سلسلة مطاعم فاخرة إلى خدمة القوات المسلحة الروسية.
ومجموعة “فاغنر” هي الاسم الرسمي للشركة العسكرية الخاصة “فاغنر”، التي تجند المرتزقة الروس وتدربهم ثم ترسلهم للقتال في سوريا.
والمجموعة أقرب إلى التشكيل المسلح الذي يؤدي مهام الجيش نفسها، لكنه منظم وممول من أفراد وليس من الدولة.
وكانت صحيفة “إر بي كا” الروسية الخاصة قدرت نفقات روسيا على مشاركة المرتزقة في العمليات بسوريا منذ بدايتها حتى عام 2016 بما يزيد على 150 مليون دولار في مقالة نشرتها في أيلول 2016.
وتبدأ أجور عناصر “فاغنر” من حوالي 1500 دولار في أثناء التدريب بقاعدة “مولكينو” جنوب روسيا وتصل إلى خمسة آلاف دولار في أثناء المشاركة بالعمليات في سوريا.
–