بعد يوم من التهدئة التي أعلنت عنها روسيا والنظام السوري من جانب واحد في محافظة إدلب، عاد جميل مصطفى، أحد سكان ريف معرة النعمان الشرقي، إلى منزله لنقل الأثاث والمستلزمات الأساسية التي يحتاجها، مغتنمًا غياب الطائرات الحربية والمروحية عن الأجواء.
وكان جميل قد نزح مع عائلته، في الأيام الماضية، إلى المناطق الأقل قصفًا على الحدود السورية- التركية.
وقال الشاب لعنب بلدي اليوم، الاثنين 2 من أيلول، “هربنا دون نقل أي غرض ونفدنا بأرواحنا”، مشيرًا إلى أنه اغتنم التهدئة الحالية لنقل الأثاث، والأغراض الأساسية في المنزل، كونه سيحتاجها في المكان الذي نزح إليه.
وأوضح جميل أن التهدئة المعلنة من قبل روسيا والنظام السوري تعتبر “هدنة عن الطيران فقط”، إذ يستمر القصف المدفعي والصاروخي على ريف إدلب الجنوبي، وخاصة على منطقة معرة النعمان ومحيطها.
وبدأ سريان التهدئة المعلنة من النظام وروسيا، فجر أول من أمس السبت، والتزمت الفصائل المقاتلة في إدلب بها دون تعليق رسمي حول ذلك، إلا أن النظام تجاوز الاتفاق بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية والمدفعية على بلدات وقرى إدلب.
وكان “فريق منسقو استجابة سوريا” قد وثق، في 29 من آب الماضي، نزوح أكثر من تسعة آلاف مدني من منطقة معرة النعمان خلال 24 ساعة، جراء القصف الجوي والصاروخي الذي تنفذه قوات النظام السوري وروسيا.
ونشر الفريق حينها بيانًا، قال فيه إن حركة النزوح الكثيفة من مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي مستمرة، وخاصة من مدينة معرة النعمان ومحيطها، جراء القصف الذي تنفذه قوات النظام وروسيا.
ووثق الفريق نزوح أكثر من 1474 عائلة (9587 شخصًا)، معظمهم لا يزالون على الطرقات الرئيسية وفي العراء.
محمود الجميل من أهالي مدينة جرجناز، التي تتبع لناحية معرة النعمان، عاد إلى منزله أيضًا لنقل الأثاث، مستفيدًا من التهدئة.
وقال محمود، الذي يقطن حاليًا في منطقة قريبة من الحدود السورية- التركية، لعنب بلدي، “نزحنا من مدينتا بشكل مستعجل، ولم يكن لدينا وقت لنقل أثاث وأغراض المنزل”.
وأضاف، “تفاجأنا خلال وصولنا إلى جرجناز لنقل أثاث منازلنا بالقصف المدفعي والصاروخي المستمر، رغم الإعلان عن الهدنة (…) القذائف لا تزال تتساقط في المدينة”.
وأشار إلى أن “الهدنة أعلن عنها، لكن لم تطبق على الأرض”.
ويصل عدد المخيمات في الشمال السوري إلى 600 مخيم، بحسب أرقام “حكومة الإنقاذ السورية”، وتواجه المنظمات والجهات التي تدير المنطقة تحديًا في تأمين أمكنة للنازحين أو إنشاء مخيمات جديدة على أراضٍ عامة، بحسب بيان للأمم المتحدة في 23 من آب الماضي.
وحذر فريق “منسقو استجابة سوريا”، في الأيام الماضية، من استهداف المدن الكبرى في محافظة إدلب، الذي ستنجم عنه عمليات نزوح ضخمة جديدة يصعب السيطرة عليها.
ووثق الفريق في وقت سابق مقتل 1248 مدنيًا بينهم 332 طفلًا منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة في شباط الماضي، إضافة إلى نزوح أكثر من مليون شخص.
وكانت فعاليات مدنية وسياسية وحرفية في إدلب، طالبت قبل أيام، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف استهداف السكان والمرافق الطبية والصحية والمدارس والأسواق والمنازل.
–