أثار إعلان الكاتب والسيناريست السوري، حسن سامي يوسف، تعاقده مع شركة “الصبّاح” للإنتاج الفني، مخاوف محبيه من تراجع سوية ومواضيع الأعمال الدرامية التي يقدمها.
وكان يوسف أكد عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك” في 30 من آب الماضي، تعاقده مع الشركة، لكتابة مسلسل تلفزيوني جديد، دون أن يذكر تفاصيل أخرى حوله.
ودافع يوسف عبر منشوره عن خياره الإنتاجي الجديد، منوهًا إلى تخوف لمسه لدى بعض متابعيه من كون خياره مبنيًا على الحاجة إلى المال.
وقارن يوسف بين المبالغ الموجودة في الشروط الجزائية لشركات الإنتاج السورية، التي تقل عن التي قدمتها شركة “الصبّاح” في عقدها معه، لكنه أكد أن ذلك لا يعني احتكاره من قبل الشركة.
وأشار الكاتب إلى أن النقاش حول أجره لكتابة المسلسل لم يتجاوز دقيقة واحدة، نافيًا بذلك أن يكون الغرض من التعاقد مع الشركة اللبنانية الربح المادي دون النظر لسوية العمل.
ولعل الانتقادات الموجهة لحسن سامي يوسف أقرب لـ “العتاب”، كما ألمح إلى ذلك في منشوره، الأمر الذي يعود إلى شعبية يحظى بها بين جمهور الدراما السورية.
إذ يتطلب الوصول إلى الناس القدرة على التأثير و”سحرًا دراميًا”، وهو بالضبط ما يملكه حسن سامي يوسف، الفلسطيني السوري، كاتب عدد من أهم الأعمال في الدراما السورية.
السيناريست والمستشار
كتب حسن سامي يوسف نحو 20 عملًا فنيًا، بين السيناريوهات والمعالجات الدرامية والاستشارات الفنية في حقلي السينما والتلفزيون، وكانت انطلاقته الأولى من السينما.
فكتب في سبعينيات القرن الماضي ثلاثة أفلام هي “بقايا صور” عام 1973، و”الاتجاه المعاكس” عام 1975، و”غابة الذئاب” عام 1977.
ثم كتب في الثمانينيات فيلمي “حب للحياة” عام 1981، و”قتل عن طريق التسلسل” عام 1982.
وبالإضافة لكتابة السيناريو، وضع المعالجة الدرامية لأفلام “حبيبي يا حب التوت” عام 1979، و”الطحالب” عام 1991، و”صعود المطر” عام 1995، وعمل مستشارًا دراميًا لعدة أفلام منها “نجوم النهار”.
وصنف فيلم “نجوم النهار” ضمن أفضل 100 فيلم عربي في تاريخ السينما العربية، في “مهرجان دبي السينمائي” عام 2003.
https://www.youtube.com/watch?v=XHBafqsKUwQ&t=3410s
أما في الدراما السورية، فكتب حسن سامي يوسف سيناريوهات لأعمال درامية تعد من علامات النجاح الأساسية للدراما، مثل مسلسلات “نساء صغيرات” و”أسرار المدينة” و”أيامنا الحلوة” و”الانتظار” و”زمن العار” و”الغفران” و”الندم”.
حققت مسلسلاته نجاحًا كبيرًا، ويناديه محبوه بـ “المعلم” نظرًا لإمكانياته العالية في الكتابة الروائية والفنية، كما نال عددًا من الجوائز في مهرجانات عربية ومحلية.
حاز على جائزة أفضل سيناريو، عن مسلسل “نساء صغيرات” في مهرجان “القاهرة للإذاعة والتلفزيون” عام 1999، وجائزة “محمد بن راشد” للدراما العربية عن مسلسل “زمن العار”.
سوري- سوري.. بعيدًا عن الأيديولوجيا
ولد حسن سامي يوسف في قرية لوبية في فلسطين عام 1945، وانتقلت أسرته إبان نكبة 1948 إلى لبنان ثم إلى سوريا، حيث استقرت في العاصمة السورية دمشق.
درس في مدارس “الأونروا” المخصصة للاجئين الفلسطينيين، ثم في ثانوية “عبد الرحمن الكواكبي”، في دمشق.
درس السيناريو في الاتحاد السوفيتي عام 1968، وعاد إلى دمشق في السبعينيات حاملًا شهادة الماجستير، وعمل في “المؤسسة العامة للسينما”، كرئيس لدائرة النصوص.
يرى حسن سامي يوسف أنه سوري بالمقام الأول، ولا ينفي أو يتهرب من فلسطينيته، بقدر ما يرى أن فلسطين بحد ذاتها سوريا.
وهذه الفكرة عبر عنها حسن سامي يوسف في روايته “عتبة الألم”،التي تعتبر سيرة ذاتية للكاتب.
ويقول يوسف في الرواية، “فلسطين أرض سورية تم اغتصابها بمؤامرة كونية فريدة من نوعها في تاريخ البشر.. هذا ما أؤمن به وهذا ما لا أجادل فيه، كنت وما زلت وسأبقى مؤمنًا بأنني سوري أعطوه اسم: فلسطيني، تمامًا كما أن هناك حلبيًا، حمصيًا، الخ”.
ورغم أن هذه الفكرة تعتبر إحدى أفكار الحزب السوري القومي الإجتماعي، إلا أن يوسف ينفي في الكتاب نفسه انتماءه لأي حزب سياسي.
روايات تحولت إلى مسلسلات تلفزيونية
كتب حسن سامي يوسف ست روايات تحولت اثنتان منها إلى مسلسلات تلفزيونية، الأولى رواية “فتاة القمر”، التي تحولت عام 1999 إلى مسلسل “نساء صغيرات”، أما رواية “عتبة الألم” فحُوّلت إلى مسلسل “الندم” عام 2016.
بالإضافة إلى الروايتين السابقتين، كتب يوسف روايات “الفلسطيني”، و”الزورق”، و”بوابة الجنة”، و”إلى فاطمة”.
كما كتب كتابًا آخر تحت اسم “هموم الدراما” الذي تحدث فيه بإسهاب عن الدراما السورية ومشكلاتها، بعيدًا عن النظريات العلمية، كما ترجم كتاب “المسألة اليهودية” لفيودور دوستويفسكي.
–