عنب بلدي – وكالات
شنت إسرائيل ضربات متتالية تستهدف النشاط الإيراني في المنطقة، ووسعت رقعة استهدافها لتتخطى الأراضي السورية إلى لبنان والعراق.
ثلاث دول في أيام
بدأت الهجمات، التي لم تعترف إسرائيل رسميًا سوى بواحدة منها، في 24 من آب الماضي، بعد أن استهدفت مواقع إيرانية في قرية عقربا جنوب دمشق، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الطائرات الإسرائيلية أغارت على عدد من الأهداف “الإرهابية”.
وبضربة منفصلة أخرى، ضربت سلسلة انفجارات محافظة الأنبار، واتهم “الحشد الشعبي” في بيان نقلته الوكالة العراقية للأنباء (واع) في 25 من آب، إسرائيل، وقال إن الهجمات كانت عبر طائرتين مسيّرتين في عمق الأراضي العراقية بمحافظة الأنبار ما أدى إلى مقتل عنصر.
الهجمات الأخيرة ضربت في الأراضي اللبنانية لأول مرة، منذ انتهاء حرب تموز عام 2006، إذ شهدت منطقة الضاحية الجنوبية، معقل “حزب الله” اللبناني، سقوط طائرتين مسيّرتين، في 25 من آب، قبل أن تهز ثلاثة انفجارات مراكز عسكرية لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، المدعومة من “الحزب” في منطقة قوسايا بقضاء زحلة شرقي لبنان، واتهم الحزب إسرائيل التي لم تتبنَّ أو تعلن مسؤوليتها عن هجمات الضاحية وقوسايا.
اعتمدت إسرائيل في هجماتها بالعراق ولبنان على الطائرات المسيّرة، في تطور يعتبر جديدًا من نوعه، وتركزت استراتيجيتها التي أقرت بها على استهداف مواقع في سوريا والعراق، منعًا من وصول تقنيات وتجهيزات لـ “حزب الله” في لبنان، بالإضافة إلى منع الفصائل المرتبطة بـ”محور المقاومة” من الاقتراب من مرتفعات الجولان.
طالت الضربات الإسرائيلية العراق في وقت يتسع فيه النفوذ الإيراني بالمنطقة، وتعتبر الرواية الرسمية لإسرائيل أنها تستهدف هذا النفوذ وتحد من الاستراتيجيات الإيرانية التي تعتقد بأنها تهدد أمنها.
لكن “محور المقاومة” كذب الرواية الإسرائيلية عن إصابة أهداف دقيقة، إذ نقلت وكالة “الأناضول” عن اللواء محسن رضائي، أحد قياديي “الحرس الثوري” الإيراني، قوله إن إسرائيل والولايات المتحدة ليست لديهما القدرة على مهاجمة المواقع الإيرانية المختلفة، وإن ما يقال عن ضربات إسرائيلية لم تُلحق أي أضرار بالمراكز المنتشرة في سوريا والعراق، التي تصفها طهران بأنها مراكز “استشارية”.
إسرائيل تتحدث عن مشروع سري لـ “حزب الله”
نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تفاصيل ما أسماه “مشروع الصواريخ الدقيقة” التابع لـ “حزب الله” بقيادة إيران على الأراضي اللبنانية، بعد التوتر بين الجانبين، دون الإشارة إلى استهداف إسرائيل تلك المواقع.
وقال أفيخاي أدرعي، في 29 من آب، إن “مشروع الصواريخ الدقيقة يدار من قبل إيران وحزب الله بسرية تامة دون علم الحكومة اللبنانية، والمواقع اللبنانية أصبحت غطاء لهذه المواقع، التي يحاول من خلالها الحزب إنتاج وتحويل الصواريخ إلى دقيقة حتى في بيروت”.
وأضاف أدرعي أنه في ظل الحرب في سوريا بدأت إيران بمحاولات لنقل صواريخ دقيقة جاهزة للاستخدام إلى “حزب الله” في لبنان عبر الأراضي السورية، بين سنوات 2013 و2015، مضيفًا أن معظم هذه المحاولات أُحبطت في ضربات “تم إسنادها إلى الجيش الإسرائيلي”، ولم يتمكن “الحزب” من الحصول على هذه الصواريخ.
وبعد هذه الضربات قررت إيران عدم نقل الصواريخ والانتقال إلى تحويل صواريخ قائمة إلى صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية، بحسب أدرعي، من خلال نقل مواد تدقيق من إيران بالإضافة إلى صواريخ من معهد الأبحاث العلمية في سوريا.
ولذات الغرض بدأ “حزب الله” بتأهيل مواقع داخل لبنان بالتعاون مع قياديين إيرانيين، على رأسهم محمد حسين زادة حجازي، قائد “فيلق لبنان” في “فيلق القدس”، بقيادة قاسم سليماني، وفق بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
ووفق أدرعي، فإن المواد تنقل من خلال ثلاثة محاور، أولها المحور البري من سوريا إلى لبنان عبر المعابر الرسمية، والمحور الجوي عبر رحلات مدنية، والمحور البحري من خلال مرفأ بيروت.
وقال أدرعي إن الصواريخ الدقيقة تعتبر صواريخ تحمل أجهزة توجيه يمكن من خلالها توجيه وإصابة الأهداف عن بعد أمتار معدودة.
ونشر أدرعي عدة أسماء قال إنها “متورطة” بالمشروع بالإضافة لحجازي، وهم مجيد نواب، المسؤول التكنولوجي للمشروع، وعلي أصغر نوروزي، رئيس الهيئة اللوجستية في الحرس الثوري الإيراني، وفؤاد شكر أحد، قادة “حزب الله”.