مخيم الركبان بين نارين.. التسوية أو الحصار
لا يزال مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية- الأردنية ساحة صراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، فبينما تطالب الأخيرة بإخلائه بشكل كامل ونقل المدنيين الموجودين فيه إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري، تدعو واشنطن إلى أن تجري عملية إجلاء النازحين بالتنسيق معها ومع الأمم المتحدة، لضمان مغادرة آمنة وطوعية، وتحاول الحفاظ على الوضع القائم كخطوة لضمان وجودها العسكري في المنطقة.
ما بين واشنطن وموسكو والصراع الدائر بينهما حول البقعة الجغرافية الضيقة والمعزولة على الحدود، يدفع المدنيون العالقون فيه الثمن، والذين يعيشون ظروفًا إنسانية قاسية، في ظل حصار قوات النظام للمخيم، وندرة المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
ويخضع مخيم الركبان لحصار منذ حزيران 2018 أدى إلى حدوث أزمة إنسانية لغياب المساعدات الغذائية والإغاثية في منطقته المقفرة على الحدود مع الأردن. وكانت الأمم المتحدة أعلنت بداية تموز الماضي أن 15600 شخص قد غادروا المخيم منذ أن فتحت روسيا معابرها “الإنسانية” لخروج المدنيين في آذار الماضي، مع بقاء نحو 26 ألفًا فيه يعانون من ظروف معيشية “مزرية”.
وذكرت منظمات حقوقية في الأشهر الماضية أن المدنيين الذين عادوا إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري واجهوا الاعتقال، وأُجبروا على العيش في مدارس تقع في الريف الشرقي لحمص، في ظروف لا تختلف كثيرًا عن التي كانوا يعيشونها داخل المخيم المعزول.
الأمم المتحدة مستعدة لإجلاء السكان
في 30 من آب 2019 أعلنت هيئة العلاقات السياسية لمخيم الركبان على الحدود السورية- الأردنية رفضها مبادرة مركز المصالحة الروسي، ونتائج استبيانٍ أجرته الأمم المتحدة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، تتعلق بإجلاء آلالاف النازحين في المخيم إلى مناطق سيطرة النظام.
وبررت الهيئة رفضها، في بيان نشرته عبر صفحتها في “فيس بوك”، بأن الأمم المتحدة كانت قد أخلت مسؤوليتها تجاه المدنيين الخارجين من المخيم إلى مناطق سيطرة النظام، وما قد يتعرضون له من “أعمال انتقامية أو اعتقالات أو زجهم في التجنيد الاجباري”.
وكان وفد من الأمم المتحدة قد زار مخيم الركبان، في 17 من آب 2019، بغرض دراسة أوضاع النازحين فيه واستطلاع آرائهم حول رغبتهم في مغادرة المخيم أو البقاء فيه، وذلك حسب ما قاله الناطق الرسمي ونائب رئيس هيئة العلاقات العامة والسياسية في المخيم، شكري الشهاب، لعنب بلدي في وقت سابق.
وأعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، 30 من آب، أن موسكو تسعى إلى تأمين خروج آمن للنازحين إلى 25 مركز إيواء قرب مدينة حمص، وبدورها أعلنت الأمم المتحدة عن أن 47% من النازحين يرغبون البقاء في المخيم لأسباب “أمنية”.
مخيم عشوائي غير منظم
مخيم الركبان الواقع على المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح مع الأردن بطول سبعة كيلومترات وعمق ثلاثة كيلومترات، أنشئ عشوائيًا نهاية عام 2015، لاستيعاب النازحين من مدن الرقة ودير الزور وشرق حمص بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها.
استوعب المخيم 100 ألف نازح في بداية الأمر، وانخفض العدد إلى 60 ألفًا بسبب تردي الوضع المعيشي فيه.
وأعلن مركز المصالحة الروسي عن مغادرة 500 شخص المخيم الشهر الماضي.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال في تموز 2019، إن 15600 شخص غادروا الركبان منذ آذار 2019، مضيفًا أن المخيم لا يزال يضم نحو 26 ألف نازح، يعانون من ظروف معيشية “مزرية”.
تخضع المنطقة لسيطرة جيش العشائر السوري التابع للمعارضة والقوات الأمريكية، وكان المخيم قد حوصر بعد انقطاع المساعدات الدولية وإغلاق الطريق الواصل مع الحدود الأردنية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :