بيدرسون متفائل.. اللجنة الدستورية السورية تنتظر الرئيسين
عنب بلدي – خاص
تحت قبّة مجلس الأمن، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، انتهاء الخلاف على مشكلة الأسماء الستة فيما يخص تشكيل اللجنة الدستورية المعنية بوضع دستور جديد لسوريا.
“الخلاف أصبح بسيطًا جدًا”، بهذه الصيغة تحدث بيدرسون، خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن حول سوريا، الخميس 29 من آب، بارتياح عن قرب إطلاق عمل اللجنة التي ستكون بمثابة “باب لتحقيق عملية سياسية أوسع” في سوريا، بحسب ما نقل عنه موقع مكتب الأمم المتحدة في جنيف.
وشهد طريق تشكيل اللجنة كثيرًا من المعوقات والعراقيل، خاصة من طرف النظام السوري الذي كان رافضًا لوجود أسماء معينة ضمن قائمة المجتمع المدني، وعبّر بيدرسون عن تلك المرحلة بالقول، “كان من الواضح أنه لم يتم الاتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء”.
رئيسان من النظام والمعارضة
اتفق الطرفان، النظام والمعارضة، على الأسماء، بحسب بيدرسون، الذي أكد أن هناك تفاهمًا قويًا على تعيين رئيسين متساويين لرئاسة اللجنة، أحدهما من النظام والآخر من المعارضة، دون تحديد الأسماء المرشحة لتولي المهمة، متوقعًا أن ينطلق عمل اللجنة قبل نهاية الشهر الحالي.
المتحدث باسم “هيئة التفاوض العليا” في المعارضة، يحيى العريضي، أيد فكرة تعيين رئيسين للجنة من أجل عدم التفرد من قبل أحد الفريقين بقراراتها.
وأكد العريضي، لعنب بلدي، أنه لم يتم تحديد رئيس اللجنة من جانب المعارضة حتى الآن، مشيرًا إلى عقد “الهيئة” اجتماعًا، في منتصف الأسبوع المقبل، من أجل اختيار وتحديد من سيكون رئيس اللجنة من جانب المعارضة.
وستتألف اللجنة من هيئة كبيرة مؤلفة من 150 اسمًا، 50 لكل من النظام والمعارضة إلى جانب قائمة المجتمع المدني التي اختارتها الأمم المتحدة، وتنبثق عنها هيئة مصغرة تضم 45 اسمًا، بحسب بيدرسون، الذي طالب بالتزام تأمين سلامة وأمن أعضاء اللجنة وأقاربهم.
وقد تقف عملية التصويت داخل اللجنة عائقًا أمام مضيها قدمًا، خاصة أنه في حال حصول إشكالية حول قرار ما، فإن ذلك يحتاج إلى تصويت بنسبة 75% ما يعادل 113 صوتًا، من أصل 150 (عدد أعضاء اللجنة)، في حين تحتاج إلى تصويت 34 شخصًا من أصل 45 من أجل إقرار أي أمر إشكالي، الأمر الذي قد يعرقل أي أمر، بحسب ما قال مصدر مطلع على تشكيل اللجنة في وقت سابق.
بوابة حل تقابَل بالسخرية
وفي ظل الحديث عن قرب تشكيل اللجنة، التي اعتبرها المتحدث باسم هيئة التفاوض “بوابة للحل في الملف السوري”، تحدث بيدرسون في مجلس الأمن عن سخرية السوريين من فكرة التقدم في اللجنة، في ظل ما يتعرض له المواطنون في الشمال السوري من حملة تصعيد عسكرية مستمرة، من قبل قوات النظام السوري بدعم سلاح الجوي الروسي.
وقال بيدرسون إن “بعض السوريين يتفاعلون بسخرية من فكرة التقدم في اللجنة الدستورية في جنيف (…) لا يمكن أن تكون عملية قابلة للاستمرار تتعلق فقط بالاجتماعات في جنيف، يجب أن يكون إطلاق عمل اللجنة الدستورية مصحوبًا بتدابير لها تأثير حقيقي على الأرض”.
الخلاف على تشكيل اللجنة الدستورية استمر قرابة عام ونصف منذ الإعلان عن تشكيلها في مؤتمر “سوتشي”، في 30 من كانون الثاني 2018، واتُّفق حينها على تشكيلها من ممثلي النظام السوري والمعارضة، لإصلاح الدستور وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي “2254“.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :