“المن القطني” تهدد موسم الرمان في درعا

  • 2019/09/01
  • 12:00 ص

أشجار الرمان في المنطقة الجنوبية لمحافظة درعا 31 آب 2019 (عنب بلدي)

عنب بلدي – درعا

مع بدء تعافي القطاع الزراعي في الجنوب السوري، تهدد حشرة المن القطني موسم الرمان في درعا، وتزيد تكاليف الإنتاج، بعد انتشارها بشكل مكثف هذا العام، على خلاف الأعوام السابقة.

المُزراع وسيم المحمد (45 عامًا) يقول لعنب بلدي، إنه لاحظ وجود بقع بيضاء على الثمرة وعلى الأوراق، وبعد تشخيص الإصابة من قبل مهندس مختص، تبين أنها حشرة المن القطني.

وبحسب المهندس، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، فإنه يمكن القضاء على حشرة المن القطني في محاصيل الرمان بالمبيدات الحشرية.

ورغم أن المزارع يشتكي من ضعف تركيز المواد الفعالة في المبيدات التقليدية التي يستخدمها للقضاء على الحشرة، يرى المهندس أن فعالية المبيدات الحشرية المتوفرة قادرة على القضاء على حشرة المن التي تهدد مواسم الرمان، ويقول إن هناك سببين لانتشار الحشرة في هذا الموسم، أولهما الرطوبة العالية في الجو والرطوبة المفرطة في التربة، لأن الرمان يستهلك مياه الري بشكل كبير، على خلاف بقية المحاصيل. والثاني كثافة الأشجار، وعدم وصول الشمس إلى جميع أوراق الشجر، بحسب المهندس.

ويضيف المهندس، “من خلال جولاتنا على محاصيل الرمان لاحظنا أن الإصابات تحت السيطرة بشكل عام، وهي إصابات متفاوتة وتختلف باختلاف العناية ورش المحصول”، معتبرًا أن فعالية تركيز الأدوية جيدة، ولكن الإصابة كانت ظاهرة عامة في الموسم الحالي.

ولا ينكر المهندس أن حشرة المن القطني خطر يهدد موسم الرمان الحالي، خاصة أنها قضت على موسم الصبار في المنطقة خلال الموسم الماضي.

وحشرة المن القطني هي حشرة قشرية تتغذى على ساق الأشجار وأوراقها، وتفتك بالمحصول وتتكاثر بشكل سريع، وتسمى “الدودة القرمزية”، وتحتلف عن الحشرة التي تصيب أشجارًا أخرى.

الرش يزيد تكاليف الإنتاج

تكاليف مكافحة حشرة المن القطني تزيد مصاريف المزارعين وأعباءهم، خاصة بعد الارتفاع الملحوظ بأسعار الأدوية والمحروقات، التي انعكست على تكاليف الرش وأدواته.

يقول معتز الحوراني، وهو أحد المزارعين في منطقة طفس، إن الرشة الواحدة بسعة ألف ليتر، تكلف نحو 20 ألف ليرة ثمن مبيدات، وخمسة آلاف ليرة أجرة “المرش”، إضافة إلى أجرة العمال المختصين، بما يقدر بتكلفة إجمالية تصل إلى 27 ألف ليرة، وهي تكاليف رشة واحدة لمساحة لا تتجاوز خمسة دونمات من الأرض المزروعة.

ويضيف معتز (30 عامًا) لعنب بلدي، “بعد تكثيف الرش لهذا العام أصبحنا نرش المحصول كل 15 يومًا وهو أمر مكلف للغاية، رغم أنه رش علاجي فقط، من دون إضافة أدوية وأسمدة ورقية”.

وتتم مكافحة حشرة المن القطني برشها بدواء خاص بها ويسمى “دولان، أو الموريل، أو لنتراك”، ويعد دواء “الموريل” الأكثر استعمالًا لدى مزراعي درعا، بحسب المهندسين الزراعيين في المنطقة.

التصدير والتخزين باب لتعويض الخسائر

يصنف معظم الرمان في درعا ضمن النوع الفرنسي، الذي يمتاز بقدرته على تحمل ظروف التخزين ضمن برادات أرضية، الأمر الذي يزيد الطلب عليه بعد انقضاء الموسم.

ويتفاءل مزارعو درعا بتعويض بعض خسائرهم بموسم جيد، بتخزين المحصول حتى فصل الشتاء والاستفادة من ارتفاع السعر، إضافة إلى التفاؤل بالتصدير من خلال معبر نصيب الواصل إلى الأردن.

يتوقع المزارع معتز الحوراني ارتفاع أسعار الرمان لهذا العام، في حال فتح طريق التصدير إلى الأردن والعراق ولبنان، وذلك ربما يعوض المزارعين عن خسائرهم.

ويوضح معتز، “فتح طرق التصدير إلى العراق ولبنان والأردن يجعل المزارع مخيرًا إما بتنزيل محصوله للسوق الذي قد يرتفع فيه السعر بعد نشاط حركة التصدير، سواء الداخلي أو الخارجي، وإما ببيعه وهو على الشجر للتجار الذين يخزنونه ضمن البرادات”.

كما أن فتح المعابر يخلّص المزارعين من تحكم التجار في تسعير محصول الرمان، وفق المزارع.

وانتشرت زراعة الرمان في درعا خلال السنوات الماضية بشكل واسع، على حساب زراعة العنب التي انحسرت في المنطقة بفعل الأحداث التي شهدتها المحافظة خلال الحرب وانعكاسها على تلك الزراعة، خاصة وأن الرمان يعد أكثر مقاومة للأمراض والعوامل الطبيعية.

وتقدر مديرية الزراعة في حكومة النظام السوري، إنتاج الرمان في محافظة درعا في عام 2015، بنحو 1500 طن، بمساحة مزروعة تبلغ 200 هكتار، وتتركز زراعة الرمان في مناطق تل شهاب وزيزون والمزيريب والعجمي وجلين وداعل وطفس ومعظم المناطق الغربية لدرعا.

ومع توجه مزارعي درعا لزراعة أشجار الرمان على حساب العنب والزيتون في السنوات الماضية، تقدر أشجار الرمان في المحافظة بـ 700 ألف شجرة، بإنتاج 35 ألف طن من المحصول بشكل تقريبي خلال عام 2018، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية