منظمة حقوقية توثق اعتقالات تعسفية لمدنيين وناشطين في الرقة
وثقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” اعتقالات تعسفية بحق مدنيين في محافظة الرقة، بينهم ناشطون بارزون.
وبيّن تقرير للمنظمة نشرته اليوم، الجمعة 30 من آب، أن عمليات مداهمة وتوقيف تعسفية لحقت بما لا يقل عن 14 مدنيًا في الرقة، بينهم ستة ناشطين في منظمات مجتمع مدني، بدأت عملها في المحافظة عقب خروج تنظيم “الدولة الإسلامية” منها.
وأوضح التقرير أن عمليات الاعتقال تمت على يد أجهزة أمنية مختلفة تتبع لـ “الإدارة الذاتية” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في الفترة الواقعة ما بين 1 و 23 من آب الحالي، لافتًا إلى أن الأسباب الكامنة وراء هذه العمليات لا تزال غير معروفة.
وعرض التقرير شهادات لذوي محتجزين وناشطين محليين في المحافظة، تحدثوا فيها عن الطريقة التي تمت من خلالها عمليات الاعتقال والظروف التي رافقتها.
وحدثت معظم عمليات الاعتقال تلك دون إبلاغ المحتجزين، أو ذويهم لاحقًا، بالأسباب التي دفعت إلى توقيفهم، أو التهم الموجهة إليهم، وفق ما أكد شهود عيان للمنظمة، أشار بعضهم إلى اعتداء بالضرب رافق إحدى الحالات على الأقل.
ولم يتمكن أهالي المعتقلين، في أغلب الحالات التي وثقها التقرير، من معرفة مكان احتجاز أولادهم، أو توكيل محام للدفاع عنهم.
التحالف الدولي متورط
كما أكدت المنظمة مسؤولية “التحالف الدولي” عن عدد من عمليات التوقيف، وفق ما نقل ناشطون في الرقة عن مصدر رسمي لم يُذكر اسمه، وهو ما أكده “مرصد الرقة لحقوق الإنسان”.
وطالب المرصد التحالف بالكشف عن أسباب اعتقال الناشطين ومكان اعتقالهم، وبالسماح للأهالي بتوكيل محامين لكي يتسنى الدفاع عن المحتجزين بطرق قانونية.
ولفت تقرير “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إلى تنفيذ التحالف الدولي عمليتي إنزال جوي في مدينة الرقة يومي 9 و 19 من آب الحالي، اعتقل خلالهما شخصين يُشتبه بانتمائهما لتنظيم “الدولة”.
وترافقت العملية الأخيرة بعمليات مداهمة للمنازل من قبل “قسد” واعتقال شخصين آخرين، وفق التقرير.
وتخضع مدينة الرقة لسيطرة “قسد” منذ عام 2016، وذلك بعد أن تمكنت من إبعاد تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر حملة عسكرية دعمها “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
حملة أمنية
وكانت “قسد” شنت، في شباط الماضي، حملة اعتقالات في مدينة الرقة، طالت العشرات من الأشخاص بتهم مختلفة.
وقالت في بيان نشرته حينها، إنها تمكنت من اعتقال 63 شخصًا، وصفتهم بـ “إرهابيين ضالعين في أنشطة إرهابية مختلفة”.
ويأتي ذلك في إطار الحملة الأمنية التي تقوم بها “قسد” في المناطق التي تسيطر عليها شرق سوريا.
وشهدت مدينة الرقة في الأشهر الماضية عدة تفجيرات، أسفرت عن مقتل مدنيين وعسكريين، ووجهت أصابع الاتهام بتنفيذها لخلايا نائمة تابعة للتنظيم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :