نشر القيادي السابق في “هيئة تحرير الشام”، صالح الحموي (المعروف بـ”أس الصراع في الشام”)، بنود عرض من الجانب التركي لتفكيك عقدة محافظة إدلب، التي تتعرض لعملية عسكرية واسعة من جانب قوات النظام السوري المدعومة من روسيا.
ويتضمن العرض، بحسب ما نشر الحموي عبر “تلغرام” اليوم، الخميس 29 من آب، ستة بنود أولها تفكيك “تحرير الشام” من خلال توجه عناصرها إلى فصائل “الجبهة الوطنية” مع مهلة زمنية لتحقيق ذلك.
البند الثاني هو حل “حكومة الإنقاذ السورية” كاملة، بحسب الحموي، الذي أضاف أن البند الثالث يقضي بإدخال “الحكومة المؤقتة”، والتي “لاتقبل الدول بدعم المناطق المحررة إلا من خلالها”.
ولم تعلق أي من الجهات المعنية بملف إدلب، سواء تركيا أو “حكومة الإنقاذ” أو “الحكومة المؤقتة”، على هذا العرض رسميًا.
وأشار الحموي إلى أن حديثه مبني على “معلومات نسبة صحتها 100%”، وربطه بما قاله الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في ختام قمته مع نظيره فلاديمير بوتين، بأن تطبيق بنود اتفاق “سوتشي” لا يمكن تنفيذها إلا بوقف هجمات قوات النظام على الأرض.
وكان أردوغان اشترط وقف هجمات النظام السوري في منطقة إدلب للعمل على استكمال تنفيذ اتفاق سوتشي الموقع بين الدولتين.
وقال الرئيس التركي، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول “المسؤوليات الملقاة على عاتقنا بموجب اتفاقية سوتشي لا يمكن الإيفاء بها إلا بعد وقف هجمات النظام”.
ويقضي البند الرابع من العرض التركي، بحسب الحموي، برسم مسار لدوريات مشتركة يكون فيها جنود روس ضمن المدرعات التركية.
وأوضح أن بند الدوريات مازال محل تفاوض بين الجانبين إذ قدمت تركيا بديلًا عنه، وهو نشر نقاط مراقبة تركية مع الجيش الوطني حصرًا على جانبي الطرق الدولية دون أي وجود للروس نهائيًا.
وإضافة إلى ما سبق، تضمن العرض المتابعة لتشكيل اللجنة الدستورية بما يضمن وحدة الأراضي السورية ومنع تقسيمها، وتشريع قانون انتخاب جديد يضمن عدم ترشح بشار الأسد لولاية جديدة، بحسب القيادي السابق.
وحتى اليوم لم يتضح المصير الذي ستكون عليه محافظة إدلب في الأيام المقبلة، خاصةً مع استمرار العمليات العسكرية من جانب قوات النظام وروسيا، والتي وصلت إلى أطراف بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي.
وأشار الحموي إلى أن قائد “تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، سيطر على الغاب ورفض حل “الهيئة” مؤخرًا، ورفض دخول “الحكومة المؤقتة” ورفض حل ملف “حراس الدين”، وبالتالي انهار اتفاق “سوتشي” وسيطرت روسيا على 49 قرية.
وأضاف القيادي، “كل ماسبق ذكره روسيا وافقت عليه، والآن إما تخضع الهيئة لتنفيذ هذه الشروط وإلا ستستمر روسيا بعملياتها حتى تسقط معرة النعمان وكفرنبل وأريحا وجسر الشغور”.
وكان الرئيسان بوتين وأردوغان قد وقعا، في أيلول العام الماضي، على اتفاق في سوتشي يخص محافظة إدلب، ويقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين النظام السوري والمعارضة في محافظة إدلب.
إلا أن الاتفاق لم تنفذ بنوده كاملة حتى اليوم، على خلفية العمليات العسكرية التي بدأتها قوات النظام السوري في المنطقة متذرعة بخروقات من جانب فصائل المعارضة و”جبهة النصرة” (المنضوية في هيئة تحرير الشام).
وفي 4 من آب الحالي، رفض “أبو محمد الجولاني”، سحب قواته من المنطقة العازلة بريفي حماة وإدلب بموجب اتفاق “سوتشي”، معتبرًا أن “الهيئة” خارج اتفاق محادثات “أستانة” المعنية بالملف السوري.
وقال الجولاني في لقاء صحفي نقلته شبكة “إباء”، “لن نسحب جنديًا واحدًا أو قطعة سلاح واحدة من أي موضع، ولن نتموضع في مكان حسب رغبة الأعداء أو الأصدقاء (…) العدو لم يستطع أن يحتل الـ20 كم التي يتحدث عنها بقوة السلاح، فكيف نعطيه إياها سلميًا”.
وأضاف الجولاني، “لن نوافق على إدخال جندي روسي للمحرر طوعًا، وإذا أراد الدخول عسكريًا فسننال شرف صد محاولة دخوله كما فعلنا من قبل بفضل الله، وهذا موقف شعبي ثوري عند كل طبقات المجتمع”.