متكئًا على عكازته يجلس قبالة جثمان ابنه نهاد ويرثيه، بعد أن قتل جراء قصف صاروخي لقوات النظام السوري، اليوم 27 من آب، هكذا أظهر تسجيل مصور نشره ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي التسعيني قنبر البيوش من أهالي مدينة كفرنبل بريف إدلب.
اقترب من جثمان ابنه.. نفض الغبار عنه متحسبًا داعيًا، وفق ما وثق التسجيل المصور، وبدت عليه علامات الحزن وحرقة القلب، في حين كانت تسمع عبارات تدعوه للصبر من أشخاص كانوا إلى جانبه.
وتناقل ناشطون من محافظة إدلب التسجيل المصور وصورة البيوش مع ابنه بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال “الدفاع المدني السوري”، عبر في “فيس بوك” اليوم، إن قنبر البيوش فقد ابنه الثالث نهاد بالقصف الصاروخي على مدينة كفرنبل صباح اليوم.
وأضاف “الدفاع المدني” أن “نهاد هو الشهيد الثالث من أولاد الحاج قنبر”، خلال أحداث الثورة السورية.
" قنبر البيوش " يجلس بجانب جثمان ولده الشهيد بعد اصابته بالقصف الصاروخي على مدينة كفرنبل صباح اليوم..
نهاد هو الشهيد الثالث من أولاد الحاج قنبر.
فهل تعلم ياعم أنك تعطينا دروساُ في الصبر.
الرحمة للشهداء #الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/CJmTUOGkXO— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) August 27, 2019
وتتعرض مدينة كفرنبل في ريف إدلب لقصف صاروخي وجوي مستمر من قوات النظام السوري وروسيا، في إطار العملية العسكرية التي تشهدها محافظة إدلب.
وكانت قوات الأسد قد سيطرت في إطار العملية العسكرية على الريف الشمالي لحماة بالكامل، بعد السيطرة على مدينة خان شيخون الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، على أوتوستراد دمشق- حلب الدولي.
حالة التسعيني قنبر البيوش ليست الوحيدة في محافظة إدلب، بل سبقتها حالات عدة، إذ قتل القصف الجوي والصاروخي من جانب النظام السوري وروسيا عائلات كاملة، وخاصة في الريف الجنوبي لإدلب، الذي لم يهدأ القصف عليه في الأشهر الثلاثة الماضية.
وقال “الدفاع المدني”، أمس الاثنين، إن 11 مدنيًا قتلوا وأصيب 42 آخرون جراء قصف جوي على مناطق ريف إدلب.
وأضاف أن عدد غارات الطائرات الحربية على إدلب بلغ، أمس، 62 غارة 23 منها بفعل الطيران الروسي، كما ألقت المروحيات السورية ثمانية براميل، بالإضافة إلى 415 قذيفة مدفعية وصاروخية، استهدفت 110 منها قرية ركايا سجنة و85 بلدة التمانعة.
ويركز النظام السوري وحليفه الروسي منذ أيام، على تكثيف القصف الجوي على القطاع الجنوبي لإدلب وخاصة في قطاع معرة النعمان، مع استمرار حركة النزوح من المنطقة.
ووثق فريق “منسقو استجابة سوريا” مقتل 1248 مدنيًا بينهم 332 طفلًا منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة في شباط الماضي، إضافة إلى نزوح 728799 شخصًا.
ويضم هذا الفريق ممثلين عن منظمات المجتمع المدني في الشمال السوري ويجمع المعلومات حول الضحايا وحاجات سكان هذه المنطقة.
–