معرض دمشق الدولي.. تاريخ عريق شوهته أزمات الحاضر
افتتح معرض دمشق الدولي 28 من آب، أبوابه أمام الزائرين، في نسخته الـ 61، في ظل عقوبات اقتصادية مفروضة على النظام السوري، وتحذيرات أمريكية للشركات الأجنبية من المشاركة في المعرض.
وتعود فعاليات المعرض إلى واجهة الأنشطة في مدينة دمشق للعام الثالث على التوالي، بعد انقطاع استمر بين عامي 2011 و2016، في ظل الحديث عن سوء في التنظيم والخدمات المقدمة في المعرض خلال الدورتين الماضيتين.
وكانت السفارة الأمريكية في دمشق نشرت في 23 من آب، عبر حسابها الرسمي في “فيس بوك”، بيانًا قالت فيه إن مشاركة الشركات التجارية والأفراد في معرض دمشق الدولي وتعاملهم مع النظام السوري قد تعرضهم لعقوبات أمريكية.
وجاء في البيان “الولايات المتحدة لا تشجع على الإطلاق الشركات التجارية أو الأفراد على المشاركة في معرض دمشق التجاري الدولي (…) فنظام الأسد يواصل استخدام موارده المالية لتنفيذ هجمات شريرة ضد الشعب السوري”.
ورغم ارتباط المعرض بالنظام السوري حاليًا، والمخاوف التي تلاحق استغلاله في إدخال شركات أجنبية والدفع باستثمارات إعادة الإعمار في سوريا، لكن المعرض كان لفترة طويلة من تاريخ سوريا الحديث معلمًا سياحيًا ورمزًا ثقافيًا للمدينة.
نجاح منقطع النظير
شهد عام 1954، في عهد الرئيس السوري الأسبق، هاشم الأتاسي، إقامة “معرض دمشق الدولي” للمرة الأولى، وهو ما شكل حدثًا فريدًا في المنطقة العربية، مع اعتباره أكبر معرض في منطقة الشرق الأوسط، بفعالياته المتنوعة وحضور كبار السياسيين في سوريا لافتتاحه.
وكان من المقرر أن يقام المعرض مرة كل خمس سنوات، إلا أن نجاحه الكبير في دورته الأولى، ووصول عدد زواره إلى أكثر من مليون، بحسب الموقع الرسمي للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، دفع الحكومة السورية آنذاك لإقامته سنويًا.
وأحيت المطربة اللبنانية فيروز آنذاك حفلًا على أرض المعرض، وهو ما جعل اسمها مرتبطًا بالمعرض في أذهان السوريين، وقدمت مجموعة من الموشحات والأغنيات، إلى جانب “الفرقة الشعبية اللبنانية”.
وفي عام 1955، أصدر الرئيس السوري الأسبق، شكري القوتلي، مرسومًا جمهوريًا يقضي بإنشاء “المديرية العامة لمعرض دمشق الدولي”، لتطوير وإدارة وإقامة المعرض سنويًا، في المنطقة الممتدة من “ساحة الأمويين” حتى جسر “فيكتوريا” في قلب العاصمة.
حضور عربي وعالمي
استمر حضور فيروز في معرض دمشق الدولي سنويًا دون انقطاع حتى عام 1977، عندما حالت الحرب الأهلية اللبنانية دون استمرار تلك المشاركة.
ومع نجاح المعرض، بدأ يستقطب اهتمامًا إقليميًا وعربيًا واسعًا، وأصبحت زيارات الفنانين العرب للمعرض وحضور فعالياته أمرًا اعتياديًا، وتبع ذلك الأمر مشاركة فرق عالمية موسيقية ضمن فعاليات المعرض، وإقامة فعاليات مسرحية وموسيقية.
وأصدرت حكومة الجمهورية السورية في ذلك الوقت طوابع تذكارية في دورته الثالثة عام 1956، كما وزعت ميداليات برونزية تذكارية.
وكانت الوفود العربية والأجنبية التي تصل إلى المعرض سببًا في إنشاء نصب السيف الدمشقي الموجود في “ساحة الأمويين” عام 1960، أي في عهد الوحدة بين سوريا ومصر، وكان الغرض منه آنذاك وضع أعلام الدول المشاركة في المعرض سنويًا.
واستُبدل الزجاج الملون بالبلاستيك بعد انتقال المعرض إلى “أرض المعارض الجديدة” على طريق مطار دمشق الدولي عام 2002.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :