جهود لتخفيف العقوبات الأمريكية يقابلها تحدٍّ إيراني
تعمل دول أوروبية على تخفيف العقوبات الأمريكية على إيران، في إطار اجتماعات مكثفة مع مسؤولين إيرانيين وأمريكيين، لكن طهران لا تزال عند موقفها خاصة بما يتعلق بتصدير النفط الملاحق من واشنطن.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، اليوم 26 من آب، أن بلاده باعت النفط المحمل على الناقلة “أدريان داريا 1″، الملاحقة من قبل الولايات المتحدة في البحر الأبيض المتوسط، بعد ساعات من إنهاء وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، جولة محادثات وصفها بـ”البناءة” مع المسؤولين الفرنسيين والألمان والبريطانيين، على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس في جنوب غرب فرنسا.
تخفيف العقوبات مقابل عودة المحادثات
وكان ظريف قام بزيارة خاطفة الى بياريتس، أمس 25 من آب، استمرت ثماني ساعات، علق عليها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقول إنها لم تمثل مفاجأة له وإن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد طلب “موافقته” عليها.
ولم يلتقِ المسؤولون الأمريكيون بالوزير الإيراني، إلا أن ترامب أكد صباح اليوم في حديثه للمراسلين أنه لا يسعى لتغيير قيادة إيران وأنه يتطلع لإيران “قوية”، ووصف اللقاء الشخصي مع ظريف بـ”السابق لأوانه”.
وأضاف ترامب أن الوقت سيأتي قريبًا للقاء المسؤولين الإيرانيين، ولكنه لم يقدم خطوات واضحة لذلك، ولم يوضح إن كان سيقبل الخطة المطروحة من ماكرون لتخفيف الضغط على طهران، والتي تضمنت تخفيف العقوبات على بيعها للنفط مقابل معاودة المحادثات النووية.
ومن جانبه، علق ظريف على محادثاته مع الأطراف المشاركة بالتوقيع على الاتفاق النووي بالقول إنها كانت “بناءة”، وكتب عبر حسابه على “تويتر”، “الطريق أمامنا صعب. لكنه يستحق المحاولة”.
Iran's active diplomacy in pursuit of constructive engagement continues.
Met @EmmanuelMacron on sidelines of #G7Biarritz after extensive talks with @JY_LeDrian & Finance Min. followed by a joint briefing for UK/Germany.
Road ahead is difficult. But worth trying. pic.twitter.com/oXdACvt20T
— Javad Zarif (@JZarif) August 25, 2019
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاق النووي، الذي عقد عام 2015، مع إيران بالشراكة مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين، بهدف ضبط نشاطاتها النووية والحد من تخصيبها لليورانيوم والماء الثقيل.
وبدأت في أيار 2018، بفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية على قطاعات مختلفة من الاقتصاد الإيراني، كان أبرزها قطاع النفط والمعاملات المصرفية.
وجهة مجهولة للناقلة النفطية
المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ريبعي، أوضح أن حمولة الناقلة (الملاحقة من واشنطن) من النفط والبالغة 2.1 مليون برميل بيعت لمشتر لم يذكر اسمه.
وأضاف أن “مشتري النفط سيقرر أين ستكون وجهتها”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “إيسنا” الإيرانية.
وكانت الولايات المتحدة قد لاحقت الناقلة النفطية، منذ أن أفرجت عنها السلطات البريطانية في جبل طارق، في 19 من آب الحالي، متهمة إياها بالسعي لإيصال النفط إلى سوريا، وحذرت الدول المتوسطية من مغبة مساعدتها أو استقبالها.
وأكد المستشار القومي للرئيس الأمريكي، جون بولتون، اليوم عبر حسابه على “تويتر”، استمرار الحملة الأمريكية “لإيقاف تمويل إيران للإرهاب، وزعزعة العالم، وخرق العقوبات الدولية”.
All hands on deck in the campaign to stop Iran from funding terror, destabilizing the globe, and breaking international sanctions. The illicit oil heading to Turkey on the Adrian Darya 1 must not be allowed off-loaded in port or at sea.
— John Bolton (@AmbJohnBolton) August 26, 2019
وتبلغ قيمة النفط المحمل على متن الناقلة العملاقة حوالى 130 مليون دولار لكن من يشتريها سيكون مهددًا بالعقوبات الأمريكية.
وكانت السفينة قد حددت وجهتها مطلع الأسبوع الماضي إلى ميناء كالاماتا في اليونان، ولاحقًا جعلتها مرسين في تركيا، ولكنها ألغت أيضًا الوجهة الأخيرة، حسب ما ذكرت وكالة “رويترز”.
وكانت إيران قد نفت توجه الناقلة إلى سوريا، عند احتجازها بداية شهر تموز الماضي، مع تأكيدها على دعمها المستمر للنظام السوري، وعدم اعترافها بالعقوبات التي وصفتها بـ”الإرهاب الاقتصادي”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :