داريا تعود إلى عملها الثوري من جديد.. رغم التضييق الأمني الشديد عليها
لا يزال من بقي من أهالي داريا يعانون من وطأه العيش بعد أن أصبح التنقل خارج داريا أمرًا صعبًا في ظل التدقيق الشديد على الحواجز المنتشرة على أطرافها والتي قطّعت أوصال المدينة في العاصمة دمشق والمدن المجاورة، ولاسيما بعد إغلاق جميع الطرق الفرعية بسواتر ترابية، حيث قامت قوات الأمن يوم الاثنين 17 أيلول 2012 بإغلاق طريق اللوّان، بأكوام من التراب، ومن ثمّ أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى صحنايا، مما يضطر السكان إلى الانتظار لساعات طويلة أمام الحواجز لكي يذهبوا لقضاء حوائجهم أو إلى أعمالهم اليومية.
وفي ظل ذلك يتعرض بعض أهالي داريا يوميًا إلى الكثير من الإهانات والضغوط أثناء مرورهم عبر تلك الحواجز، حيث يقوم عناصر الحواجز بإيقافهم لفترات طويلة قد تصل إلى ساعات مع توجيه الألفاظ النابية والاتهامات العشوائية لهم بينما بتم التأكد من وجود أسمائهم في قوائم المطلوبين.
وكذلك يمارس الشبيحة وعناصر الأمن والمخابرات على حاجز دمشق-داريا دور شرطة المرور فيقومون بحجز السيارات المخالفة مروريًا أو التي انتهت فترة ترسيمها، وأحيانًا يحتجزون معها صاحبها دون تهمة.
ومع استمرار إغلاق عدد كبير من المحال التجارية والورشات الصناعية، وفي ظل الخناق الأمني الذي تعيشه المدينة،، فإن ظاهرة البطالة بدأت بالانتشار بشكل لافت لاسيما بين الشباب حيث ترك الكثيرون أعمالهم بسبب عدم قدرتهم على الخروج من المدينة أو الدخول إليها، أو بسبب إغلاق المحال التي يعملون بها بعد تخريبها أو تدميرها من قبل قوات النظام، وأحيانًا بسبب مقتل أصحابها. كذلك بدأت ظاهرة الهجرة خارج البلاد بالظهور وقد أخذت شكلًا جماعيًا لدى بعض العائلات وكل ذلك هربًا من واقع أليم وبحثًا عن فرص حياة أفضل!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :