طارق الناصر.. صانع موسيقى الدراما السورية

تعد أغاني وموسيقى الدراما السورية من أهم أسباب نجاحها وانتشارها خارج سوريا باتجاه العالم العربي، وكانت إحدى أهم خطوات النجاح استعانة هذه الدراما بفنيين وممثلين من خارج سوريا.

وأسهم موسيقيون في وضع هذه الموسيقى التي لاقت رواجًا كبيرًا جعلت صناعها يحيون حفلات خاصة لعزفها وغنائها للجمهور في المسارح ودور الأوبرا، وأحد أبرز هذه الأسماء هو الموسيقي الأردني طارق الناصر، الذي ألف عددًا من الأعمال الموسيقية لأعمال تعد من أفضل ما أنتجت الدراما السورية.

مسلسلات حققت نجاحًا

وضع طارق الناصر الموسيقى التصويرية وشارة تترات البداية لمسلسل “نهاية رجل شجاع”، من بطولة أيمن زيدان وفارس الحلو وإخراج نجدة أنزور، والمقتبس عن رواية بنفس الاسم للروائي السوري حنا مينا عام 1994.

حقق المسلسل نجاحًا على صعيد العالم العربي، وكانت أغنية شارة المقدمة أحد أسباب هذا النجاح.

تميز طارق الناصر بتقديم موسيقى مختلفة سواء من ناحية النمط الموسيقي أو من ناحية التوزيع، بما يناسب ويضيف للعمل الدرامي المنتج.

بعد نجاحه في موسيقى “نهاية رجل شجاع”، تعاون معه المخرج نجدة إسماعيل أنزور مرة أخرى في مسلسلي الفانتازيا التاريخية “الجوارح” ثم “الكواسر”.

ألف الناصر موسيقى جديدة في “الكواسر” ودمجها مع “الجوارح”، لينتج عنها موسيقى تحاكي فانتازيا المسلسل ولحظات الغضب والعاطفة والدراما الذي يحتويه.

هذه النجاحات جعلت المخرجين السوريين يتعاونون معه في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية اللاحقة، إلى جانب نجدة أنزور نفسه، الذي استعان به في مسلسل “أخوة التراب”.

موهبة الناصر لم تتوقف على تأليف أعمال ذات دراما عالية، بل وصلت كذلك إلى المسلسلات الكوميدية، فعمل مع المخرج هشام شربتجي في مسلسله “يوميات مدير عام”، واشتهرت أغنية “عشنا وياما حنشوف”.

كذلك صنع موسيقى مسلسل “رسائل الحب والحرب” للمخرج باسل الخطيب.

مع حاتم علي

تعاون طارق الناصر مع أبرز مخرجي تلك المرحلة جعله يلتقي بالمخرج حاتم علي، فوضع موسيقى مسلسل “على طول الأيام” و”صراع على الرمال”.

ولحن موسيقى مسلسل “الملك فاروق”، أحد أشهر المسلسلات المصرية التي كان أبطالها سوريين.

ووضع موسيقى مسلسل “ليس سرابًا” للمخرج المثنى صبح، الذي تعد أغنيته “روحي يا روح” إحدى أشهر أغاني الدراما السورية.

أغانٍ خارج إطار الدراما

أسس طارق الناصر “فرقة رم” عام 1998، والمستوحى اسمها من منطقة وادي رم في الأردن، وهي مخصصة لأعماله فقط.

أنتج طارق عدة أغانٍ لـ”فرقة رم” حازت انتشارًا واسعًا، منها “مر وقت كتير” و”ما انت روحي” و”دق قلبي”، وشاركت الفرقة في عدد من المهرجانات العربية والدولية.

ولد طارق الناصر في مدينة الطائف السعودية عام 1969، والده كان مدرّسًا في المملكة بعد حيازته لشهادة الحقوق من جامعة دمشق، وعاد إلى الأردن وعمره سنتان.

صنع الناصر أول موسيقى تصويرية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، لمسرحية لطلبة في جامعة اليرموك في مدينة إربد، وهو ما دفعه للاستمرار في العمل الموسيقي، قبل أن يساعده يوسف خاشو، عميد الأكاديمية الموسيقية الأردنية ومؤسسها.

لم يكمل الناصر دراسته الثانوية والتفت للعمل الموسيقي، ففتح له يوسف خاشو أبواب الأكاديمية ليتعلم قراءة النوتة الموسيقية، في الوقت نفسه الذي كان يعمل عازفًا للبيانو في أحد فنادق العاصمة الأردنية عمان، بحسب تصريحاته ضمن لقاء مع قناة “فرانس 24” الفرنسية.

–