“أيام الكرز”.. من معرة النعمان إلى العالمية

  • 2019/08/26
  • 7:26 م
الأخوين ملص مع الجائزة 24 آب 2019 (صفحة الأخوين على فيس بوك)

الأخوين ملص مع الجائزة 24 آب 2019 (صفحة الأخوين على فيس بوك)

فاز الممثلان والمخرجان السوريان، محمد وأحمد ملص، بجائزة الجمهور عن فيلم “أيام الكرز” في مهرجان “MEDITERAN FILM FESTIVAL” في البوسنة والهرسك.

وقال الممثلان قبل عرض الفيلم، سهرة 24 من آب، “نحن ممثلان سوريان، وهذا فيلمنا الوثائقي الطويل الأول، ستشاهدون في هذا الفيلم مدينة معرة النعمان… هذه المدينة التي تتعرض للقصف الروسي الأسدي حتى هذه اللحظة”.

 

وقال أحمد ملص، في حديث إلى عنب بلدي، إن نسبة السعادة بالنجاح لا تتعدى يومًا واحدًا، لأنه يتوجب على المخرجين التفكير بفيلم جديد في اليوم التالي، “بالتأكيد نشعر بالسعادة والفخر لأن هذه الجائزة تتويج لجهد كبير بذلناه لصناعته داخل سوريا في معرة النعمان”.

تبقى الجائزة “غصة” في حلق الأخوين، لتعرض المعرة والتي يدور عنها الفيلم للقصف اليومي من قبل قوات النظام السوري.

وأشار أحمد إلى أن الفيلم يأتي في محاولة لنقل صورة مغايرة عما يحدث في المدينة للإعلام الغربي، وأن تناول الفيلم كان مختلفًا من ناحية تقديم حياة الناس المليئة بالشعر والغناء برغم كل الكوارث المحيطة به بشكل يومي.

وأضاف أن “الجائزة مهمة لأي فنان بالتأكيد، لكن لا يجب أيضًا ربط حياته بالجوائز فقط، العلاقات العامة والإعلام مهمان للغاية لحياة الفنان، إلا أن هناك إبداعات أخرى خارج الجوائز”.

“الأهم هو الاستمرارية والإنتاج المتقن للأعمال الفنية”، بحسب أحمد، وهو ما يتفق معه شقيقه التوأم محمد، والذي أكد أن الجوائز الفنية لا تدلل دائمًا على أهمية ومستوى إبداع الفنان، ضاربًا مثلًا بمحسن مخملباف وعباس كريستامي وأنتوني كوني، الذين، برغم كل إبداعهم، لم ينالوا جائزة الأوسكار.

بوستر فيلم أيام الكرز (الأخوين ملص)

فيلم أيام الكرز.. من أخطر بقع العالم

يعد فيلم أيام الكرز أول فيلم وثائقي طويل من تأليف وإخراج الأخوين ملص، يناقشان من خلاله طريقة حياة السوريين في مدينة معرة النعمان في عام 2014، ومحاولة نقل أوجه أخرى للحياة التي يعيشها السوريون.

وعن هذا قال محمد، “الوضع خطير وصعب، لكننا حاولنا تفادي الدخول في جو الحزن ونقل لحظات الفرح في المدينة رغم كل الحزن البادي على وجوه الناس”.

دخل الأخوان ملص إلى المدينة بهويتهما السورية قادمين من فرنسا رغم بعض المخاطر التي واجهت عملهما، إذ كانت “جبهة النصرة” لا تزال موجودة في المنطقة، قبل خروجها منها.

وتم تصوير الفيلم خلال أسبوعين تقريبًا، وقام بتصويره كل من يوسف سيف وجودت ملص، خلال شهر رمضان.

وهذه الجائزة هي الرابعة التي يحصدها الفيلم حتى الآن، وهو من إنتاج مؤسسة “لأجل سورية حرة” بتمويل من الخارجية الفرنسية.

وأشار الأخوان إلى تجهيزهما لعدد من المشاريع السينمائية حاليًا، منها فيلم “رسائلي فقدت الذاكرة”، وهو فيلم روائي قصير، تم الانتهاء من تصويره وهو في مرحلة العمليات الفنية حاليًا.

من هما الأخوان ملص؟

اشتهر الأخوان ملص بتقديم عروضهما المسرحية في سوريا قبل الثورة في منزلهما، ضمن ما عرف باسم “مسرح الغرفة”، وأعلن التوأم انحيازهما للثورة السورية وشاركا في المظاهرات وتم اعتقالهما، قبل أن يخرجا باتجاه مصر حيث تابعا أعمالهما الفنية مع فنانين سوريين مقيمين هناك، ومنها “ثلاثية الكرز” من بطولتهما وإخراج هفال قاسو وسيناريو علا ملص.

رحل التوأم باتجاه فرنسا، وهناك أنجزا عددًا من الأفلام الوثائقية والروائية التي حازت على عدة جوائز، منها فيلم “البحث عن عباس كريستامي” و فيلم “رسائلي فقدت الذاكرة”، بالإضافة إلى مسرحية اللاجئان التي قدماها باللغة الفرنسية، وهي مأخوذة عن نص للكاتب البولندي المعاصر “سوافومير مروجيتش”.

وحصدت أعمالهما العديد من الجوائز، ورشح فيلم “البحث عن عباس كيارستامي” للعديد من الجوائز، وحاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان هوليوود الدولي على النت ”International Hollywood Festival – On line” لسنة 2015.

مقالات متعلقة

فن وثقافة

المزيد من فن وثقافة