من مشاكله الكثيرة مع ليفربول إلى أحد نجوم مانشستر سيتي تحت قيادة بيب غوارديولا، ومع تسجيله 70 هدفًا مع مانشستر سيتي، أصبح الجناح صاحب الـ 24 عامًا رقمًا صعبًا في الفريق وفي الدوري الأصعب في العالم.
ولكن رغم كل نجاحات ستيرلينج مع فريقه وتقديمه لمستويات متميزة مع المنتخب الإنجليزي وحصوله على جائزة أفضل لاعب شاب لموسم 2018-2019، بقي ضحية العنصرية، وهو ما دفعه عدة مرات لمقاومتها عبر دعوات مختلفة.
ضد العنصرية
تعرض رحيم ستيرلينج في المباراة التي جمعت فريقه مانشستر سيتي مع تشيلسي الإنجليزي في الجولة 15 من الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي، إلى عبارات عنصرية ومسيئة من قبل مشجعي البلوز، لتنتشر صورة على وسائل التواصل الاجتماعي للاعب وهو يضحك في مواجهة الجمهور.
لم تمرر هذه الحادثة مرور الكرام، إذ فتحت الشرطة الإنجليزية تحقيقًا في الحادثة، كما هاجم ستيرلينج الصحافة الإنجليزية متهمًا إياها بالتحيز وتغذية العنصرية.
عاد اللاعب في شهر نيسان الماضي، عبر مقال في صحيفة “التايمز” البريطانية، للحديث مجددًا عن العنصرية وأثرها على اللاعبين والمجتمع.
طالب رحيم في مقاله بفرض عقوبات قاسية على الأندية في حال صدر أي موقف عنصري من مشجعيها تجاه اللاعبين، عقوبات تصل إلى خصم تسع نقاط بشكل فوري دون تردد، بالإضافة لمعاقبة النادي بحرمان جماهيره من الحضور لثلاث مباريات متتالية، وهو ما من شأنه خسارة النادي لجزء من إيراداته أيضًا.
لم يتجاوب المسؤولون عن الرياضة في إنجلترا مع دعوات ستيرلينج، الذي عاد لاحقًا ليوقع على بيان، أصدرته جمعيات ومؤسسات تحارب العنصرية في بريطانيا، دعا إلى عدم معاقبة اللاعبين الذين يغادرون أرضية الملعب بسبب تعرضهم لإساءة عنصرية.
إبداع مع مانشستر سيتي
انتقل رحيم ستيرلينج إلى مانشستر سيتي، بعد رفضه تجديد عقده مع ليفربول، في محاولة للضغط من أجل الموافقة على الانتقال، وهذا ما نجح فيه لتبلغ قيمة صفقة الانتقال 49 مليون جنيه إسترليني.
حقق رحيم مع السيتي خلال مواسمه الأربعة، أضعاف ما حققه مع ليفربول على صعيدي الأرقام الفردية والألقاب الجماعية، وهو ما جعل قيمته السوقية تصل إلى 126 مليون جنيه إسترليني، بحسب موقع “transfermarkt” المختص بالقيمة السوقية للاعبين حول العالم، وهو ما يجعله من أغلى اللاعبين في الوقت الحالي.
سجل اللاعب مع ليفربول 23 هدفًا، خلال خمسة مواسم قضاها مع الفريق، بينما سجل أكثر من 70 هدفًا منذ موسم 2015-2016 مع السيتي حتى الآن.
لعب بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، دورًا كبيرًا في انفجار اللاعب من خلال تمركزه في الملعب واستغلال إمكانياته الفنية العالية وسرعته الكبيرة.
وقال الصحفي الإنجليزي جاك بيت بروك، في مقال نشره في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية في 27 من آذار 2018، إن تفاصيل صغيرة يقوم بها غوارديولا لكنها تقول كل شيء، مدللًا على ذلك من ملاحظة المدرب طريقة استقبال اللاعب للكرة وتغييرها، هذه التفاصيل الصغيرة تستطيع تغيير طريقة لعب ومردود اللاعب في أرض الملعب.
ويشير الكاتب كيف حوّل بيب لاعبه من “مجرد موهبة كبيرة إلى مهاجم قاتل”، زارعًا داخله الثقة، ليسدد الكرة من مواقع مختلفة في الملعب.
من هو رحيم؟
ولد رحيم ستيرلينج في جامايكا عام 1994، وانتقل مع والدته إلى إنجلترا في عمر الخامسة، وبدأ اللعب مع أكاديمية فريق “كويك بارك رينجرز” منذ عام 2003، قبل الانتقال إلى فريق ليفربول تحت قيادة المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز مقابل 600 ألف جنيه إسترليني، محققًا لقب الفتى الذهبي في عام 2014.
ولعب في صفوف المنتخب الإنجليزي في جميع فئاته حتى وصوله إلى المنتخب الأول، ليلعب في كأس العام 2014 وكأس الأمم الأوروبية 2016 وكأس العالم 2018.