كبانة.. محور حرب يتوسع إلى جبهة
عنب بلدي – خاص
على مدار الشهرين الماضيين، لا يكاد يمضي يوم من دون محاولة تقدم لقوات النظام السوري على محور كبانة بريف اللاذقية الشمالي، لكن دون تحقيق تقدم عسكري على الأرض.
وتجاوزت أعداد قتلى النظام السوري 200 عنصر، بحسب تقديرات “الجبهة الوطنية للتحرير” التي تقاتل في المنطقة، وأوضح قياديون في الفصيل لعنب بلدي أن عدد المركبات التي دُمرت على الجبهة وصل إلى ست دبابات، وأربع مدرعات، وثلاثة تركسات كانت تستخدم لفتح الطرقات والتمهيد في أثناء محاولات التقدم.
الوضع العسكري: لا تقدم
القيادي في “الجبهة الوطنية للتحرير”، النقيب “أبو المجد”، أوضح أن المعارك توسعت اليوم لتشمل جبهة مفتوحة لا تقتصر على كبانة فقط، وتحاول القوات المهاجمة التقدم مرتين يوميًا على الأقل.
وتستخدم قوات النظام السوري الدبابات والمدرعات والتركسات، التي تواجه بالصواريخ المضادة للدروع، ما يعرقل تقدمها، وبعد تدمير هذه الآليات بقيت على خط التماس، ما كوّن عائقًا جديدًا أمام التقدم.
دور روسي وقصف لا يهدأ
تدير العمليات العسكرية على محور كبانة غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”، التي تضم فصائل جهادية، إلى جانب “هيئة تحرير الشام”، و”الجبهة الوطنية للتحرير”.
بينما تشرف روسيا بشكل مباشر على معارك أرياف اللاذقية وحماة وإدلب، بحسب النقيب “أبو المجد”، الذي أكد وجود ضباط روس يديرون المعارك ويضعون الخطط على الأرض.
نفذ الطيران الحربي الروسي خلال الشهرين الماضيين ما يزيد على ثلاثة آلاف غارة جوية على قرية كبانة وحدها، بحسب “الجبهة الوطنية” والمراصد العسكرية في المنطقة.
وما يساعد الفصائل على التمسك بنقاطها طبيعة المنطقة الجبلية، ومشاركة مقاتلين من أبناء المنطقة في المعارك، الأمر الذي يلعب دورًا في نصب الكمائن والالتفاف على القوة المهاجمة.
وتستهدف مدفعية المعارضة بشكل يومي، بحسب النقيب “أبو المجد”، مراصد قوات النظام السوري وقواعد عسكرية في قمة النبي يونس وصلنفة وسلمى وكنسبا وجورين، بصواريخ غراد وقذائف المدفعية.
كبانة.. المهمة للطرفين
لتلة كبانة أهمية عسكرية واستراتيجية للطرفين، فهي أعلى قمة في جبال الساحل وتشرف بشكل مباشر على مناطق واسعة في ريفي حماة وإدلب، إضافة إلى إشرافها على معظم قرى جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية.
وإذا تمكنت قوات النظام من السيطرة على كبانة سيكون بوسعها رصد الحدود السورية- التركية، من قرية اليمضية بجبل التركمان وصولًا إلى دركوش بريف إدلب بشكل كامل، كما تطل كبانة على مدينة جسر الشغور بشكل كامل.
وستتمكن قوات الأسد، في حال سيطرت على كبانة، من دعم عناصرها الذين يقاتلون على جبهات حماة وإدلب، وتؤمّن لهم غطاء مدفعيًا وصاروخيًا.
كما تتمتع قرية كبانة برمزية كونها أول قرية سيطرت عليها المعارضة في ريف اللاذقية، مطلع عام 2012، وشُكل فيها أول لواء تابع لـ “الجيش الحر” آنذاك، لتكون نقطة انطلاق العمليات العسكرية في منطقة الساحل للسيطرة على قرى جبل الأكراد والتركمان، التي استعادها النظام السوري مع التدخل الروسي في سوريا عام 2015.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :