ظاهرة الكلاب الشاردة في داريا
جريدة عنب بلدي – العدد 31 – الأحد -23-9-2012
يعاني سكان مدينة داريا بسبب القصف اليومي الذي تشهده المناطق المحيطة بالمدينة من قلق دائم وصعوبة في النوم ليلًا، زاد عليه في الفترة الأخيرة ظاهرة أخرى زادت من قلقهم وتوترهم وهي أصوات نباح الكلاب الشاردة الذي لا تهدأ طوال الليل والتي تكاثرت بشكل كبير وبات وجودها مصدر إزعاج إضافي للأهالي.
وقد لوحظ تفشي هذه الظاهرة بشكل واسع بعد اندلاع الثورة حيث امتنعت البلديات عن ملاحقة الكلاب الشاردة وإطلاق النار عليها أو تسميمها كما جرت العادة. وقد يبدو مُتفهَمًا أن تمتنع البلدية عن إطلاق النار في هذه الظروف الأمنية الاستثنائية، لكن إيقاف عمليات التسميم المنظمة لتلك الكلاب ومكافحة هذه الظاهرة بوسائل أخرى أمر غير مبرر نهائيًا، ولا يُفهم منه إلا مزيد من التقاعس والتخاذل من قبل أعضاء المجلس البلدي والذي «اُنتخب» أو عُيّن في ظل مرحلة «الإصلاحات» المزعومة!
إن كثرة الكلاب المنتشرة في الشوارع والأحياء مع قلة الطعام المؤمَن لها قد يدفع بتلك الكلاب إلى الاعتداء -غريزيًا- على السكان، لاسيما الأطفال الصغار الذين يواجهون أعدادًا كبيرة منها أثناء ذهابهم صباحًا إلى مدارسهم، خصوصًا أن هذه الكلاب اعتادت على نهش لحوم الجثث التي تناثرت في الطرقات أثناء الحملة العسكرية الأخيرة.
تزامن انتشار هذه الظاهرة مع غياب ملحوظ لأصوات زقزقة العصافير التي كانت تملأ أجواء المدينة، وقد أرجَعَ أحد المختصين ذلك إلى أصوات القصف المستمر التي لا تهدأ طوال النهار وتأثيرها المباشر على الطيور!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :