أعلنت ست دول أوروبية موافقتها عى تقاسم استقبال 356 مهاجرًا أنقذتهم سفينة “أوشن فايكينغ” الإنسانية.
وأعلن مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي، ديمتريس أفراموبولوس، أمس، الجمعة 23 من آب، أن ست دول أعضاء في الاتحاد ستستقبل 356 مهاجرًا يستقلون سفينة الإنقاذ “أوشن فايكينغ”.
وأضاف، في تغريدة عبر “تويتر”، “نرحب بالتوصل إلى حل لمشكلة الأشخاص الموجودين على متن أوشن فايكينغ وسيعاد توطينهم جميعًا”.
وأوضح المسؤول الأوروبي أن الدول التي وافقت على استقبال المهاجرين هي فرنسا وألمانيا والبرتغال وأيرلندا ورومانيا ولوكسمبورغ، كما أشاد بمالطا لسماحها برسو السفينة على شواطئها ونزول المهاجرين منها.
وأشار وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، إلى أن بلاده ستستقبل 150 من هؤلاء المهاجرين.
وكانت مالطا رفضت في البداية أن ترسو السفينة في موانئها، كما صرح رئيس الوزراء المالطي، جوزيف موسكات، أمس بعد رسوها، أن أيًا من المهاجرين لن يبقى في مالطا.
وكان وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، سارع إلى إرسال رسالة إلى الحكومة النرويجية، التي ترفع السفينة علمها، ضمّنها عدم رغبة بلاده باستقبال هؤلاء المهاجرين.
وجاء في الرسالة أن “إيطاليا ليست مجبرة قانونًا ولا مستعدة لاستقبال مهاجرين سريين مجهولي الهوية موجودين على متن سفينة أوشن فايكينغ”.
ومنذ شهر حزيران من عام 2018، أغلقت إيطاليا موانئها أمام السفن الإنسانية، وطالب سالفيني نظيره الألماني بتحمل مسؤولية السفن التي تطالب بالدخول إلى أوروبا.
وتعد قضية التعامل مع اللاجئين والمهاجرين من القضايا الشائكة في الاتحاد الأوروبي، الذي أعلنت رئيسة مفوضيته الجديدة، أورسولا فون دير لاين، عزمها التعديل في قواعد اتفاقية “دبلن” لتوزيع اللاجئين، والتي تضمنت أنه يجب على الدولة التي يصل إليها طالبو اللجوء أولًا أن تنظر في طلبات لجوئهم، وأن تقبل عودتهم إليها في حال غادروا إلى دولة أوروبية أخرى.
وبحسب إحصائيات “منظمة الهجرة الدولية” لقي 840 مهاجرًا على الأقل حتفهم خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط منذ بداية عام 2019.
ويوم 21 من تموز الماضي، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود“، عن استعدادها لبدء حملة جديدة لإنقاذ المهاجرين العابرين البحر الأبيض المتوسط بالتعاون مع منظمة “إس أو إس ميديتيريان“، بسفينة “أوشن فايكينغ” النرويجية.
وقالت المنظمة إن عودة مهام البحث والإنقاذ تعد واجبًا تغذيه الحاجة الإنسانية للحؤول دون غرق الناس في أثناء بحثهم عن الأمن من ليبيا.
وأوضح مدير العمليات في منظمة “إس أو إس”، فريديرك بينار، أن “السفينة ستتجول في وسط البحر المتوسط الذي يصدر منه الجزء الأكبر من نداءات الاستغاثة، لكنها لن تدخل أبدًا المياه الإقليمية الليبية”.
وتأتي عودة مهام الإنقاذ في البحر بعد حملة مستمرة منذ سنتين، شنتها الحكومات الأوروبية لمنع كل الأعمال الإنسانية في البحر، وبعد سبعة أشهر على احتجاز سفينة “أكواريوس” التي كانت تديرها منظمة “أطباء بلا حدود” وعملت مدة ثلاث سنوات وأنقذت أكثر من ثلاثين ألفًا، لكنها اضطرت لوقف نشاطها في شهر كانون الأول من عام 2018.
وقال رئيس مهمة البحث والإنقاذ التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود”، سام تيرنر، “من الممكن الحؤول دون حالات الموت والمعاناة، وطالما استمرت، نرفض أن نجلس دون القيام بشيء”.
وأضاف، “يريد السياسيون أن يفهموك أن موت المئات في البحر، ومعاناة آلاف اللاجئين والمهاجرين المحتجزين في ليبيا، تعد ثمنًا مقبولًا لمحاولات السيطرة على الهجرة”.
وتضم سفينة “أوشن فايكينغ” تسعة من فريق أطباء بلا حدود بينهم طبيب وممرضتان وقابلة للتوليد، ويتكون فريق “إس أو إس” من 12 شخصًا مع تسعة أشخاص آخرين من طاقم السفينة الذين اختارهم مالكها.
واستخدمت السفينة، التي بنيت عام 1986، للإنقاذ والاستجابة العاجلة قبالة مراكز التنقيب عن النفط وسط البحر، طولها 69 مترًا وعرضها 15.5 متر، مجهزة بالكامل لتنفيذ مهام الإنقاذ مع أربعة قوارب للإنقاذ السريع وعيادة طبية وغرف للعلاج وبإمكانها حمل 200 ناج على متنها.
–