بعد زيارته أراضي “الخلافة”.. تودنهوفر: الغرب أنشأ تنظيم الدولة
قال الصحفي الألماني يورغن تودنهوفر إن تنظيم “الدولة الإسلامية” هو أخطر جيش إرهابي شهده التاريخ الحديث، وإن هذا الإرهاب تسبب الغرب بإنشائه خلال حرب العراق، وذلك بعد أشهرٍ على زيارته أراضي “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.
ويصدر الصحفي الألماني اليوم (27 نيسان) كتابًا تحت عنوان “تنظيم الدولة الإسلامية من الداخل، 10 أيام في الدولة الإسلامية”، يروي فيه تفاصيل زيارته التي استمرت 10 أيام في كانون الأول 2014.
وفي لقاء صحفي مع موقع DW الألماني اليوم الاثنين، قال يورغن “إنه بعد أحداث أيلول 2001، كان هناك حوالي ألف إرهابي عالمي في أفغانستان، والآن أصبح لدينا مئة ألف إرهابي دولي؛ يعني أننا أنشأنا هذا التطرف بأنفسنا من خلال استراتيجية القصف بالقنابل التي اتبعناها”، ووجه نداءه للحكومة الألمانية بضرورة دعم حل سياسي في العراق وسوريا، وإعطاء حقوق أكثر للسنة، بحسب تعبيره.
ورأي الصحفي الألماني أن “ما يقوم به التنظيم لا علاقة له بالإسلام”، ووجه حديثه للشباب في أوروبا وفي بقية دول العالم: “لا تلتحقوا بالتنظيم، فكل ما جرى هناك يشبه نشاط عصابات كلوكلس كلان ونشاطها الإجرامي الذي ينسب إلى المسيحية؛ فالتنظيم في عمقه ليس دولة إسلامية بل هو (ضد دولة إسلامية)، وهو الاسم الذي يجدر به”.
“في الموصل لا يوجد شيء مما يظهرونه في الأشرطة الدعائية”، وأضاف يورغن “كثيرون يظنون أن سيارات يقودها رجال ملثمون بثياب سوداء ويطلقون الرصاص من رشاشاتهم في السماء… ليس هذا هو الحال، فالأمور تبدو عادية في الموصل رغم وجود رايات التنظيم الإسلامي”، مردفًا “حتى في ظل الشر يمكن أن تكون هناك حياة طبيعية، وهذا ما يواجه المرء عندما يذهب إلى مناطق وجود تنظيم الدولة الإسلامية”.
واعتبر تودنهوفر أن تنظيم الدولة يسيّر أمور مناطق سيطرته بمبدأ “العمل بالأمر الواقع”، وهو ما يتم تطبيقه في عددٍ من المناطق دون وجود قانون سارٍ ينظمه، مردفًا “السكان بدورهم يقبلون ذلك بنسبة كبيرة؛ هناك شرطة مرور وشرطة عادية ومعالجة قضائية للنزاعات المدنية يشيد بها الناس لأنها تتم بدون فساد ولا رشوة”.
وزار يورغن أحد مراكز التجنيد التابعة للتنظيم، التي تستقبل يوميًا 50 متطوعًا جديدًا لوحدها، والتقى شابًا قادمًا من جزر الكاريب، وكان يبدو بمظهر أنيق ونظارات شمس من ماركة “راي بان”؛ وأجاب عن سؤالٍ يورغن ماذا تفعل هنا: “اجتزت امتحانات التخرج الثاني في تخصص القانون، وحصلت على ترخيص للعمل لدى المحاكم، لكنني فضلت الالتحاق بالدولة الإسلامية والقتال في صفوفها”.
كما التقى الصحفي شابًا من السويد، أبلغه أنه يقضي أروع لحظات حياته. واعتبر يورغن أن “الأمر يتعلق بعمليات ناجحة لغسل الدماغ، فالتنظيم ليس فقط تنظيمًا قويًا ويسيطر على مساحة جغرافية تبلغ مساحة بريطانيا، بل هو أيضًا -بالنسبة لمجموعة معينة من الشباب- جذاب”.
ورأى يورغن أن الجاذبية تكمن في أن “الشباب يرون كيف يقوم التنظيم بعمليات قطع الرؤوس والحرق والتعذيب وكيف تقطع الأيادي، لكنهم يقولون: هناك أسباب تبرر صحة تلك الممارسات، فالضعيف لا يستطيع أن يكون كريمًا بل وحشيًا”.
وشدد الصحفي الألماني على أن “الحل السياسي هو الوحيد الممكن، ولن يكون هناك حل عسكري؛ فالنجاحات التي تعلن عليها الولايات المتحدة الأمريكية لا يُعتمد عليها..”، وأنهى حديثه للوكالة الألمانية بالتشديد على أن “القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية سيتم فقط بإعادة إدماج السنة الذين يشكلون ربما 35 بالمئة من العراقيين بدون هذه المصالحة الوطنية لن يتم القضاء على التنظيم الإسلامي”.
يشار إلى أن يورغن تودنهوفر صحفي وسياسي ألماني، درس القانون في جامعات ميونيخ وباريس وبون وفرايبورغ، وهو من أبرز المنتقدين للحروب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، وكان قد زار مناطق سيطرة تنظيم الدولة في سوريا والعراق في الفترة ما بين 6 – 16 كانون الأول 2014، بعد كتاب أمان خطي من زعيم التنظيم “أبو بكر البغدادي”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :