تتطور الهواتف المحمولة بشكل مستمر، وتقدم الشركات ميزات جديدة في كل هاتف جديد تطرحه في الأسواق، وعلى رأس هذه الميزات يأتي تطور الكاميرا الخاصة بالهواتف المحمولة.
ومع الاهتمام بكاميرات الهواتف المحمولة، اتجهت شركة السيارات “بينتلي” للتعاقد مع شركة “آبل” لتصوير إعلان سيارتها عبر هاتف “آي فون”.
كما أصبحت مهرجانات السينما تخصص جوائز للأفلام القصيرة المصورة بالهواتف المحمولة، وخُصصت مهرجانات خاصة لهذا النوع من الأفلام، تعرف باسم “مهرجانات سينما الموبايل”.
رغم ذلك، لا تزال الكاميرا الرقمية الاحترافية مرغوبة أكثر للتصوير، حتى على مستوى صور البورتريه، مع إمكانية التحكم بعدساتها والوصول إلى دقة أعلى للصورة.
مبدأ التقاط الصورة في الهاتف المحمول والكاميرا الرقمية واحد، وهو إدخال الضوء إلى الجهاز وانعكاسه على “حساس” أو “sensor” الكاميرا، لتتم معالجتها، إلا أنهما تختلفان في العديد من النواحي التقنية.
العدسات وإعدادات الكاميرا
أولى الفوارق التقنية بين كاميرا الهاتف المحمول والكاميرات الرقمية هي فتحة العدسة، أي كمية الضوء الذي يدخل إلى المعالج عن طريق العدسة.
الكاميرات الرقمية تعطي خيارات أكثر لإمكانية تبديل العدسات، وهنا تبرز أهمية العدسات التي توفر خيارات أكثر للمستخدم، خاصة فيما يتصل بالجانب الاحترافي.
وكذلك الأمر في إعدادات الكاميرا نفسها، والتي تقدم للمستخدم عدة أنماط للتصوير تناسب المكان والإضاءة المتوفرة فيه، فيما لا تستطيع الهواتف المحمولة الحديثة تقديم هذه الميزات دائمًا، رغم أنها توفر إمكانية التحكم ببعض الإعدادات.
ويظهر هذا الاختلاف أثناء التصوير في الأماكن المظلمة، أو المناسبات في الأماكن المغلقة، كأعياد الميلاد مثلًا، ويشير موقع “لاند تك”، المتخصص بالتكنولوجيا، تفوق الكاميرات الاحترافية في هذا المجال.
ويفسر ذلك ارتباط فتحة العدسة بسرعة الغالق، وعلى اعتبار أن سرعة الغالق أقل في الهواتف المحمول، تتأثر جودة الصورة النهائية بشكل مباشر.
سرعة الغالق و التحكم الإعدادات العامة
الغالق في الكاميرا هو المسؤول عن المدة الزمنية التي يدخل فيها الضوء عبر العدسة إلى الكاميرا.
يمكن التحكم بسرعة الغالق في الكاميرات الاحترافية بشكل كامل، بعكس كاميرات الهاتف المحمول، التي يبقى التحكم فيها بالغالق محدودًا.
ينطبق ذلك على باقي الإعدادات العامة في الكاميرا، والتي توفر الكاميرات الرقمية إمكانية التحكم بها بشكل كامل، وهذا ما لا يمكن تحقيقه حاليًا في كاميرات الهواتف المحمولة، بحسب ما أوضحته الصحفية المتخصصة في التكنولوجيا، هانا بوكلي، في مقال نشرته عبر موقع “BT” في عام 2018.
فيما يبقى الوصول البسيط للإعدادات مفضلًا للكثير من المصورين غير المحترفين، الذين لا يفضلون الخوض في تعقيدات الإعدادات الخاصة بالكاميرات الاحترافية.
أيهما أكثر ملاءمة للأعمال الصحفية؟
لم يعد الصحفيون الميدانيون حول العالم مضطرين لحمل الكاميرات الحديثة في أثناء التغطيات الصحفية، بوجود كاميرات الهاتف المحمول، خاصة في التظاهرات والأحداث الساخنة التي تتطلب سهولة الحركة.
إذ توفر كاميرات الهاتف المحمول صورة بدقة جيدة تناسب عمل المواقع الإلكترونية، وحجم ملفات أصغر يمكن المستخدم من إرسالها بشكل مباشر، وبسرعة أكبر للجهات الإعلامية التي يتعامل معها.
وكذلك على الصعيد الشخصي لنشر الصور والمقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما توفر الهواتف الحديثة إمكانية تحرير وتعديل المقاطع المصورة مباشرة عبر تطبيقات مخصصة، وهو ما يوفر وقتًا إضافيًا في كثير من الحالات الطارئة.
في حين تستمر شركات الإنتاج في استخدام الكاميرات الرقمية لتصوير المسلسلات أو البرامج والمؤتمرات الصحفية.