غرب آسيا.. حساب الطفرة والتطور

  • 2019/08/18
  • 1:55 م

عروة قنواتي

انتهت قبل أيام منافسات بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم في العراق، بنسختها التاسعة، التي افتقدت مجددًا للمشاركة الإيرانية، ما أفقد البطولة منافسًا مهمًا على اللقب وفي الأجواء بشكل عام.

البحرين ظفرت باللقب لأول مرة على حساب العراق بهدف نظيف، ليدخل اسم جديد إلى قائمة التتويج الرسمية، ويفتح باب الأسئلة مجددًا عن حسابات الطفرة والتطور.

هل فعلًا تشهد الكرة في غرب آسيا تطورًا أمام شرق آسيا، وأمام كل ما تقدمه منتخبات كوريا الجنوبية واليابان والصين وبوجود أستراليا أيضًا؟

الواضح من ترتيب المجموعات في البطولة “البريستيج”، أن وضع المنتخب السعودي صعب جدًا، في ذيل المجموعة الأولى وبهدف وحيد وخمسة أهداف في شباكه وبنقطة يتيمة، فمهما كان نوع المشاركة السعودية في البطولة ومن أي شريحة كروية عمرية كانت، فإنها امتداد للفشل المتكرر والدائم عبر منافسات كأس العالم الأخيرة وبطولة أمم آسيا قبل أشهر والآن في غرب آسيا.

المنتخب الأردني أيضًا لا يدخل جو المنافسة لفترة إلا ويخرج من بابها الضيق، تاركًا التساؤلات هنا وهناك عن عصر ذهبي (طفرة)، كان عرابه الراحل المصري محمود الجوهري يومًا ما.

منتخب النظام السوري الذي لم يحمل لقب البطولة إلا في عام 2012، وكان يوجد في النهائي لأكثر من نسخة ويخرج بفضائح أمام الكرة الإيرانية، يتذيل ترتيب مجموعته مجددًا، كما في أمم آسيا وكما في بطولة الهند الدولية، ويخسر للمرة الأولى في تاريخ الكرة العربية أمام فلسطين ولبنان، ويتعادل مع اليمن الذي لا يجد منتخبه أرضًا للتدريب والتمرين، ولا يتمتع بجيل يمكنه الوصول إلى كأس آسيا مرة جديدة.

الكويت ما زالت أيضًا بحاجة لبعض الوقت، حتى تنسى منتخباتها حصار القرارات الدولية الرياضية، التي منعت سابقًا مشاركات الأندية والمنتخبات في البطولات الرسمية، بسبب تداخل السياسة في عمل الرياضة الكويتية.

تبقى قطر غير المشاركة في البطولة على رأس آسيا، تنشد التطور والاحتكاك المثمر، كما في كوبا أمريكا 2019، وفي النسخة المقبلة العام المقبل بنفس القارة.

ما يبعث على الأمل، على الرغم من تباطؤ التقدم، هو النتائج الجيدة للمنتخب الفلسطيني واللبناني أخيرًا، ففلسطين احتلت المركز الثاني في مجموعتها خلف العراق، ولو أن للبطولة في هذه النسخة مربعًا للكبار لشاهدت المنتخب الفلسطيني ينافس على بطاقة النهائي. لبنان أيضًا الذي أضاع فرصة التأهل كأفضل منتخب حل بالمركز الثالث إلى الدور ثمن النهائي من أمم آسيا الماضية في الإمارات، كان له بصمة ضمن اتحاد غرب آسيا، ومحاولة جادة لتسجيل أداء متميز ينقصه دور المدير الفني لتقديم ما هو أفضل في تصفيات كأس العالم المقبلة وتصفيات أمم آسيا.

إذًا ما زال باب التساؤل في غرب آسيا مفتوحًا على إمكانية التنافس وبشدة مع شرق آسيا ومنتخباتها، بل حتى مع وسط آسيا ومنتخباتها. الطفرة خدمت بعض المنتخبات لفترة وجيزة، وسرعان ما غابت كرة هذه البلدان لبطولات ومسابقات على مدار سنوات طويلة.

الطفرة والتطور وطريق التصفيات المقبل سيختم التصنيف الأدق لكل منتخب، بعد أن سجلت بعض المنتخبات اسمها مسبقًا في رأس القائمة وفي سلم البطاقات المؤهلة، لكن كرة القدم لا تعرف المستحيل.

مقالات متعلقة

  1. أخضر أحمر عنابي..
  2. الفدائي الفلسطيني.. يا ظريف الطول
  3. الأولمبي السعودي.. عشرة على عشرة
  4. المنتخبات العربية ونهاية "الأداء المشرّف"

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي