عناصر التسويات في حمص قتلى على جبهات إدلب

  • 2019/08/18
  • 9:02 ص

وزير الدفاع في حكومة النظام السوري علي عبد الله أيوب في زيارة إلى بلدة الهبيط- 11 آب 2019 (سانا)

ريف حمص – عروة المنذر

“دفعت 450 ألف ليرة سورية للضابط من أجل إرجاعي إلى اللواء وعدم مواجهة الفصائل في إدلب”، بهذه الكلمات عبر الشاب أحمد، الذي ينحدر من مدينة الرستن في ريف حمص، عن معاناته بعد التحاقه بقوات النظام السوري عقب توقيع اتفاق التسوية، الذي سيطر النظام من خلاله على ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، في 16 من أيار 2018.

تحدث أحمد لعنب بلدي عن قصته، التي تشبه إلى حد كبير معاناة مئات من شباب حمص الذين اضطروا للالتحاق بالخدمة الإلزامية في صفوف قوات النظام، قائلًا، “بعد اتفاق التسوية اضطررت للالتحاق بالخدمة الإلزامية، وتم فرزي إلى القطيفة في ريف دمشق، وبعد الانتهاء من دورة الأغرار صدر أمر بنقلي مع أكثر من 150 شابًا، غالبيتهم من مناطق التسويات، إلى خط الجبهة الأول في الشمال السوري في ريفي إدلب وحماة”.

دفع أحمد مبلغ 450 ألف ليرة (750 دولارًا تقريبًا) للضابط المسؤول، من أجل إعادته إلى قيادة اللواء وتجنب مواجهة الفصائل في إدلب وريفها، لكن “من لا يملكون المال زُج بهم في المعركة وقُتل بعضهم وجُرح آخرون، في حين هرب كثير منهم”، بحسب قوله.

واتبع النظام السوري سياسة دفع “عناصر التسويات”، الذين وافقوا على شروط التسوية، إلى الخطوط الأولى في جبهات القتال بريف حماة وإدلب، سواء من الغوطة الشرقية أو درعا أو حمص، في ظل حملته العسكرية التي يشنها ضد الفصائل المقاتلة في إدلب (على رأسها “الجبهة الوطنية للتحرير” و”هيئة تحرير الشام” و”جيش العزة”)، منذ شباط 2019.

وحذرت “هيئة تحرير الشام”، في 24 من أيار الماضي، “عناصر المصالحات” الذين انضموا إلى قوات النظام ويقاتلون في جبهات إدلب وريف حماة، واعتبرت أنهم أُجبروا على القتل إلى جانب النظام، ودعتهم إلى الانشقاق وتسليم أنفسهم قبل فوات الأوان.

كما حرّم “المجلس الإسلامي السوري”، في آب 2018، القتال تحت المظلة الروسية في سوريا، في إشارة منه إلى فصائل التسوية التي تقاتل تحت مسمى “الفيلق الخامس”.

عشرة قتلى كل أسبوعين

شباب حمص لم يكونوا بعيدين عن زجهم في جبهات القتال بعد سحبهم إلى الخدمة الإلزامية، على الرغم من وعود روسيا خلال جلسات التفاوض مع أهالي ريف حمص، بمنح الشباب تأجيلًا للخدمة الإلزامية والسماح لهم بإكمال تحصيلهم العلمي ومتابعة أعمالهم والعودة إلى وظائفهم.

لكن لم تمضِ أشهر على الاتفاق حتى بدأت مكاتب التجنيد لصالح القوات الرديفة باستقطاب الشباب، وترويج أعضاء “المصالحة” للالتحاق بالخدمة الإلزامية، إلى جانب بدء دوريات الشرطة العسكرية بنصب الحواجز واعتقال المطلوبين للخدمة الإلزامية، ما دفع أعدادًا كبيرة من الشباب في الريف الشمالي إلى الالتحاق بقوات النظام طوعًا على أمل عدم زجهم في جبهات القتال.

وفي 25 من آب 2018، نقل النظام السوري 400 مقاتل من فصائل التسوية في ريف حمص إلى محيط إدلب، للمشاركة في العملية العسكرية، وينضوي المقاتلون في فصيل “جيش التوحيد” ونقلوا بمرافقة “قوات النمر” إلى منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي.

ومنذ بدء الحملة العسكرية للنظام على مناطق إدلب وريف حماة، في شباط الماضي، يستقبل ريف حمص الشمالي ما لا يقل عن عشرة قتلى كل أسبوعين، موزعين على قرى سهل الحولة وتلبيسة والرستن وأريافها، بحسب ما رصدت عنب بلدي، إذ يتم تسليم جثتين وسطيًا كل 15 يومًا إلى الأهالي في المدن الرئيسية، كمدينة تلبيسة والرستن والحولة، بالإضافة إلى الأرياف.

ولا توجد إحصائيات رسمية أو اعتراف من قبل النظام السوري حول عدد الذين يقتلون في جبهات إدلب وحماة من “عناصر التسويات”، ويقتصر ما يمكن توثيقه على ما تنشره الصفحات المحلية والموالية للنظام السوري، أو صفحات الكتائب العسكرية غير الرسمية في مواقع التواصل.

ويتبع النظام سياسة عدم تسليم القتلى من منطقة ما دفعة واحدة، وإنما يتم تسليمهم تباعًا في توابيت مغلقة إلى كل مدينة على حدة، كما يترك فترات زمنية بين تسليم الجثث لامتصاص الاحتقان بين الأهالي.

والتقت عنب بلدي والد أحد الأشخاص الذين قتلوا في صفوف النظام في إدلب، وأكد أبو إسماعيل، من سكان قرية تلدو بريف حمص، أنه أُخبر بأن ابنه قتل في جبهات إدلب، وطلبوا منه استلام جثته من القسم المخصص لأبناء ريف حمص في المشفى العسكري، لافتًا إلى وجود عشرات الجثث في القسم المخصص موضوعة في البرادات بانتظار تسليمها لذويها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا