استطلاع للرأي يشير إلى زيادة إقبال اللاجئين في ألمانيا على التدريب المهني
شهد عدد اللاجئين الذين يُقبلون على التأهيل المهني في الشركات الألمانية تزايدًا، وفق استطلاع للرأي أجرته “غرفة التجارة والصناعة الألمانية”.
الاستطلاع الذي نُشر أمس، الخميس 15 من آب، أشار إلى أن 16% من الشركات الألمانية تدرّب لاجئين في العام الحالي، بينما بلغت هذه النسبة 14% في عام 2018، و7% في عام 2017.
ويبلغ العدد الإجمالي للمتدربين في ألمانيا حاليًا نحو 1.3 مليون متدرب، ويتدرب نحو 25 ألف لاجئ في شركات مسجلة لدى “غرفة التجارة والصناعة الألمانية”، ويصل عددهم إلى 44 ألف لاجئ إذا ما أضيفت المهن اليدوية، وفقًا للاستطلاع.
وتشمل القطاعات التي يتم فيها تدريب أغلب اللاجئين البناء والنقل إلى جانب المطاعم، بحسب “غرفة التجارة والصناعة الألمانية”.
نائب رئيس “غرفة التجارة والصناعة الألمانية”، أخيم ديركس، توقع من جانبه أن يظل عدد عقود التدريب المبرمة مستقرًا في العام الحالي.
وأكد ديركس أن لدى بلاده حاجة كبيرة للقوى العاملة، مشيرًا إلى صعوبات لا تزال تواجهها الأوساط الاقتصادية في سد جميع أماكن التدريب الشاغرة.
ولفت إلى أن التقييم الذي يصله من الشركات يبيّن أن لدى اللاجئين حافزًا كبيرًا للتدريب، لكنه أشار إلى أن الموضوع الأساسي لا يزال ضرورة إتقان اللغة الألمانية.
وأضاف “يجب أن يتم استكمال التدريب بتدريس اللغة والمتابعة المستمرة قدر الإمكان عند الانتقال إلى التدريب”.
وترى “غرفة التجارة والصناعة الألمانية” أن الاتجاه المتراجع في عقود التدريب بألمانيا قد توقف في الوقت الحالي، على الرغم من التطور الديموغرافي والميل أكثر للدراسة لدى كثير من الشباب.
وخلال الشهر الماضي وصف مدير “معهد برلين لدراسات الهجرة والاندماج”، هربرت بروكر، نسبة اللاجئين الذين يمتلكون خبرة مهنية بالـ “مذهلة”، مشيرًا إلى أن المهن التي يتخصصون بها تتناسب مع ما يطلبه أرباب العمل في السوق الألماني.
وفي لقاء أجرته معه صحفية “تاغس شبيغل” ونقله موقع “دويتشه فيله” قال بروكر، إن “25% من اللاجئين يحملون شهادات جامعية أو شهادات تأهيل مهني، ورغم ذلك فإن 74% من الرجال و37% من النساء لديهم خبرة مهنية، تصل في المتوسط إلى عشر سنوات، وهذا أمر مذهل”.
وأضاف بروكر أن المذهل هو ليس فقط مقدار الخبرة المهنية التي يمتلكونها، بل نوعية هذه الخبرة التي تشبه إلى حد كبير ما يطلبه أرباب العمل الألمان.
وأشار الخبير الألماني إلى أن ثلثي اللاجئين في بلاده يمتلكون خبرة مهنية، ومنهم 20% خبراء مختصون، لافتًا إلى أن هذا يعادل نسبة خريجي الجامعات وخبراء التأهيل المهني في ألمانيا.
وأوضح بروكر أن هذه النسب تتوافق إلى حد كبير مع هيكلية سوق العمل الألماني، مؤكدًا حاجة ألمانيا إلى 400 ألف مهاجر سنويًا من أجل تعويض نقص الأيدي العاملة في البلاد.
وقال في هذا السياق “بدون الهجرة لن يتأثر نظام دعم البطالة فحسب، بل أنظمة التأمين التقاعدي والصحي أيضًا، وهي التي تزيد تكاليفها مع التقدم في السن”.
وحذر بروكر من أن انعدام الهجرة “سيتسبب بنشوء صراعات على توزيع الثروة، ليس بين الأجيال المختلفة فحسب، بل بين الأثرياء والفقراء داخل الأجيال الشابة أيضًا”.
واستقبلت ألمانيا، منذ عام 2015، ما يزيد على مليون لاجئ ومهاجر، معظمهم فروا من النزاعات الدائرة في بلدهم، خاصة من سوريا والعراق وأفغانستان.
واستجابة لأزمة اللاجئين، طرحت الحكومة الألمانية قانونًا جديدًا، عام 2016، لدمج اللاجئين على أراضيها في سوق العمل، أعطتهم من خلاله نفس الأولوية في حال تقدموا إلى وظيفة مع الألمان، بعد أن كان قانون العمل الألماني يعطي أولوية للمواطنين الألمان.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :