خاص – ريف إدلب
“أتممت امتحانات المقررات الدراسية جميعها، عدا مادة اللغة العربية، بدأ القصف فغادرنا القرية”، يقول محمد الحسن، وهو طالب في الصف السادس الابتدائي، نزح مع عائلته من قرية كفر عويد في ريف إدلب الجنوبي، إلى مخيم القلعة قرب بلدة سرمدا الحدودية مع تركيا.
محمد الذي خسر عامه الدراسي الماضي، قد لا يتمكن من الالتحاق بإحدى المدارس خلال العام الدراسي المقبل، أي بعد أقل من شهر، وبحسب ما قاله لعنب بلدي، فإن أغلب المدارس المتوفرة بعيدة عن مخيمه، وهو ما قد يبعده عن الانتقال إلى المرحلة الإعدادية عامًا آخر.
يضاف محمد إلى 90 ألف طفل حرموا من تعليمهم في الشمال السوري خلال العام الدراسي الماضي، إثر الحملة العسكرية التي شنها النظام السوري بدعم روسي، على المنطقة، بحسب ما يؤكده معاون مدير تربية إدلب، محمد الحسين، لعنب بلدي.
ويضيف الحسين أن “المديرية عملت على إقامة مراكز للتعليم غير الرسمي لتعويض الطلاب ما فاتهم من التعليم”، لكن الطالب محمد لم يتمكن من الالتحاق بأي مدرسة سواء كانت رسمية أم غير رسمية.
حال واحدة
يجمع محمدًا وأغلب أطفال مخيم القلعة، التابع لبلدة سرمدا، هم واحد، وهو العودة إلى التعليم، بينما يتشارك الأهالي المخاوف على مستقبل أبنائهم.
آمنة المرعي، المقيمة في المخيم، هي أم لطفل حُرم من إتمام عامه الدراسي الماضي، تقول لعنب بلدي، “ابني كان أفضل الطلاب في مدرسته، لكنه لم يتمكن من تقديم مادة الفيزياء والكيمياء، كان القصف قريب منا فلم نتمكن من البقاء في القرية “.
أما عبد الرحيم سلوم، النازح من قرية الغاب إلى مخيم القلعة، فلديه ثلاثة أطفال، ابنه الأكبر يبلغ 11 عامًا، وابنتاه بعمر ثمانية وسبعة أعوام، لكن أحدًا منهم لم يحصل على التعليم، وفق ما يؤكده لعنب بلدي.
ويضيف، “نحن نازحون منذ نحو أربعة أشهر، والمدارس بعيدة عنا. وعدونا بإنشاء مدرسة ولحد الآن لا يوجد شيء”.
مدارس بلا طلاب
يشير معاون مدير تربية إدلب، محمد الحسين، إلى أن 80 مدرسة تابعة للمديرية خرجت عن الخدمة مباشرة بعد تعرّضها للقصف.
ويضاف إلى المدارس الخارجة عن الخدمة، 130 مدرسة تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين في إدلب، وفق الحسين، بينما تنتظر المديرية تحسنًا في الأوضاع الأمنية لتأهيل المدارس وإعادة الطلاب إليها.
ويصل عدد النازحين في ريفي إدلب وحماة إلى 728799 نسمة (112123عائلة)، بحسب أرقام فريق “منسقو الاستجابة”، في تقريره المنشور في 5 من آب الحالي.
أزمة طلاب الشهادات
بينما يسعى طلاب الصفوف الانتقالية ممن لم يتمكنوا من إتمام تعليمهم إلى الحصول على حصص تعويضية، أو استكمال صفوفهم السابقة، تبدو معضلة طلاب الشهادات أكبر، إذ سيضطر من فاته الامتحان إلى إعادة عام كامل للحصول على شهادة التعليم الأساسي أو الثانوي.
الطالب مجد الريا، أحد أبناء ريف إدلب الجنوبي، لم يتمكن من الالتحاق مع زملائه بالامتحانات الأخيرة بسبب نزوحه من بلدته.
مجد قال لعنب بلدي في لقاء سابق، “نزحت أنا وعائلتي بعد قصف منزلنا مباشرة في جبل شحشبو، إلى مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي قبل امتحاناتي لشهادة التعليم الأساسي بشهر تقريبًا”.
وكانت مديرية تربية إدلب أقامت مراكز امتحانية مؤقتة لطلاب الشهادتين، بحسب الحسين، تقدم من خلالها سبعة آلاف طالب وطالبة لامتحانات الشهادتين فيها، لكنّ مجدًا لم يكن بينهم، إذ لم يستطع أن يركز على الدراسة خلال فترة نزوحه، بحسب تعبيره.