ثلاث استراتيجيات يستخدمها النظام وروسيا في معارك إدلب (خريطة)
تحاول قوات النظام وحليفتها روسيا السيطرة على المناطق الشمالية لحماة والجنوبية لإدلب من خلال عدة استراتيجيات عسكرية، تسهل عملها العسكري وتجنبها كم الخسائر التي لحقت بها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من سير المعارك.
المعارك الليلية
استغلت قوات النظام قلة الإمكانيات لدى الفصائل المقاتلة، فيما يتعلق بأدوات الرؤية الليلية، وبدأت بعمليات عسكرية جديدة من نوعها من حيث التوقيت.
وشنت قوات النظام عملية برية على قرية الأربعين بريف حماة الشمالي ليلًا، لأول مرة، في تطور يعتبر جديدًا بالنسبة للفصائل المقاتلة هناك، واستغلت الدعم الروسي من ناحية الاستطلاع وتزويدها بأجهزة كشف ليلي متطورة في وقت لا تمتلك الفصائل تلك القدرات.
هذه السياسة استخدمتها قوات النظام بدعم روسي حينما شنت هجومًا على مناطق المرج شرق الغوطة بريف العاصمة دمشق، وتمكنت من إخضاع مطار مرج السلطان وعدة قرى وبلدات محيطة من بينها بلدة مرج السلطان والبلالية ومزارع الزمانية، في كانون الأول من عام 2015.
وشنت القوات عدة هجمات ليلية سيطرت خلالها على المناطق التي صعب عليها نهارًا الدخول إليها، ساعدتها بذلك طائرات استطلاع روسية تزود مرابط المدفعية بالإحداثيات الدقيقة لأماكن وجود الفصائل وغرف عملياتهم ومراكزهم وهذا ما سهل المهمة.
الهجوم من الخواصر
تجنبت قوات النظام الهجوم بشكل مباشر على أهدافها لا سيما المدن الكبيرة، وعمدت إلى سياسة تضرب فيها خواصر المنطقة التي تريد السيطرة عليها، تجنبًا للأضرار التي قد تقع خلال الهجوم المباشر بشكل مكثف.
هذه السياسة استخدمتها تلك القوات في الغوطة الشرقية حينما شنت هجومًا على مدينة المليحة، في أواخر أيار من عام 2014.
العملية العسكرية بدأت من إدارة الدفاع الجوي باتجاه الأراضي الزراعية وليس باتجاه المناطق السكنية بشكل مباشر، فشنت عدة هجمات بشكل منفصل على مناطق تعتبر خاصرة المليحة لا سيما الطريق الواصل بين المليحة وزبدين جنوبي المدينة شرق دمشق، بالإضافة إلى هجوم آخر باتجاه المناطق الزراعية الفاصلة بين المليحة وكفربطنا في الجهة الغربية.
تمكنت قوات النظام عقب تلك الهجمات من حصار المليحة ومن ثم السيطرة عليها بعد أن فتحت المعارضة السورية هناك ثغرة لها للخروج من بين فكي الكماشة التي فرضتها تلك القوات.
قوات النظام انتهجت اليوم في إدلب ذات السياسة من خلال ضرب جبهات مختلفة تعتبر خواصر لمناطق استراتيجية، لا سيما سيطرتها على تل صخر والجيسات التي تعتبر خاصرة بلدة الهبيط، وسيطرتها على الأربعين خاصرة كفرزيتا، والزكاة خاصرة اللطامنة التي صارت جبهات القتال تحدها من محورين، محور الزكاة ومحور المصاصنة والزلاقيات.
سياسة القضم
سياسة القضم، أو ما يعرف بسياسة “دبيب النمل”، التي تعتمد على معارك النفس الطويل، عن طريق شن هجمات روتينية بشكل يومي متوقعة البداية والنهاية.
تشبه هذه الهجمات بتوقيتها دوام الموظفين إذ تبدأ بوقت محدد وتنتهي بوقت محدد مترافقة بقصف مدفعي وجوي، وهدف هذه الهجمات تحصيل أي تقدم يذكر حتى لو كان أمتارًا، وهذا التقدم ترافقه مباشرة عمليات تحصين.
عمليات القضم تلك تراكمية تظهر فاعليتها مع مرور الزمن بعد التقدم لمساحة واسعة تصل من خلالها إلى منطقة استراتيجية منشودة.
هذه العمليات استخدمتها قوات النظام في معاركها للسيطرة على أحياء حلب الشرقية كما استخدمتها في المناطق الشرقية للغوطة التي آتت أكلها حينما شنت عمليتها العسكرية الكبرى على ريف العاصمة الشرقي وسيطرت عليه، في آذار 2018.
شرعي “فيلق الشام” المنضوي في “الجبهة الوطنية للتحرير”، عمر حذيفة، أكد استخدام قوات النظام هذه السياسة وقال عبر حسابه على موقع التواصل “تلغرام” إن النظام وروسيا يعمدان إلى خطة القضم البطيء للمناطق “المحررة” بعد التركيز على المنطقة المراد السيطرة عليها وتكثيف الضربات الجوية (الأرض المحروقة).
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :