تونس تكمل المسيرة الديمقراطية.. تعرف إلى أبرز المرشحين للرئاسة التونسية
تشهد الجمهورية التونسية في 15 من أيلول المقبل انتخابات رئاسية يتنافس فيها عدد من المرشحين السياسيين لقيادة البلاد، بعد وفاة الرئيس السابق، الباجي قايد السبسي، في 25 من تموز الماضي.
وأودع ما يزيد على 15 شخصًا ملفاتهم لدى اللجنة العليا المستقلة للانتخابات، من أبرزهم يوسف الشاهد، رئيس الوزراء التونسي الحالي، والمنصف المرزوقي، الرئيس المؤقت السابق لتونس عقب هروب ابن علي في 2011، وعبد الفتاح مورو، رئيس البرلمان التونسي الحالي بالوكالة، وعبير موسى، الأمينة العامة للحزب الدستوري الحر.
هذه الانتخابات هي الثانية بعد الثورة التونسية في عام 2011، وسيكون المرشح الرابح رئيسًا للبلاد لخمس سنوات مقبلة، ويستطيع الترشح لولاية ثانية لاحقًا.
وبحسب الدستور التونسي، يتولى رئيس الجمهورية الحكم لولايتين فقط، مدة كل واحدة منهما خمس سنوات.
المنصف المرزوقي
الحقوقي التونسي الشهير، الذي تحدى نظام الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي، وترشح للانتخابات في عام 1994، وسُجن لعدة أشهر وحُرم من الحصول على جواز السفر التونسي، قبل أن يفرج عنه تحت ضغوط دولية دعمها رئيس جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا.
بعد الثورة تولى رئاسة تونس بعد انتخابه من قبل المجلس الوطني التأسيسي في كانون الأول 2011، وبقي على رأس السلطة الحاكمة في البلاد لثلاث سنوات، ثم سلم السلطة للفائز في الانتخابات الرئاسية 2014، الباجي قايد السبسي.
أيد المرزوقي ثورات الربيع العربي، وهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة لوقوفها ضد هذه الثورات عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك”، وتدخلها في شؤون الدول العربية وتسليح ميليشيات موالية لها في عدة بلدان عربية بحسب وصفه.
ولد المنصف المرزوقي عام 1945، يحمل شهادة الدكتوراه في الطب، له العديد من المؤلفات السياسية والحقوقية ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، عاش في المنفى في باريس بين عامي 2001- 2011 وعاد إلى تونس بعد هروب زين العابدين بن علي.
خاض أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تونس عام 2014 وخسرها أمام الباجي قايد السبسي.
والده مناضل سياسي رحل إلى المغرب وعاش فيها 33 سنة، بعد علمه أنه على قائمة اغتيالات سياسية في عهد الرئيس السابق الحبيب بو رقيبة، بحسب الموقع الرسمي للمنصف المرزوقي.
يوسف الشاهد
ولد رئيس الوزراء التونسي الحالي، يوسف الشاهد، في 18 من أيلول عام 1975، وتولى عدة مناصب وزارية، منها وزير الدولة للفلاحة ووزير التنمية المحلية.
حائز على شهاداة الدكتوراه في علوم الفلاحة من المعهد الوطني للفلاحة في باريس عام 2003.
ينحدر الشاهد من أسرة برجوازية في تونس، وهو حفيد راضية الحداد، الناشطة النسوية الشهيرة والنائبة في البرلمان التونسي، وتجمعها صلة قرابة بالرئيس التونسي السابق الحبيب بو رقيبة.
عمل يوسف الشاهد أستاذًا مساعدًا في جامعة ران بين عامي 2002- 2003، وأستاذًا في المعهد الأعلى للفلاحة بين عامي 2003- 2009.
أسس الشاهد الحزب الجمهوري في عام 2012 وانتخب عضوًا في المكتب السياسي وانضم في عام 2013 إلى حركة نداء تونس.
تولى رئاسة الوزراء بعد اقتراح اسمه من قبل الباجي قايد السبسي، وأعلن في 23 من أيار عن عملية كبيرة لمكافحة الفساد في تونس، ألقي القبض خلالها على عدد من رجال الأعمال.
عبير موسى
أعلنت المرشحة الرئاسية في 2 من آب الحالي عن ترشحها للانتخابات المقبلة عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”.
وهي واحدة من أكثر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل مع دفاعها عن حزب التجمع (حزب الرئيس السابق زين العابدين بن علي)، وهي إحدى أعضاء الحزب.
تولت منصب نائب رئيس بلدية أريانة، وأمينة عامة مساعدة ومكلفة بشؤون المرأة في الحزب.
خاضت الانتخابات التشريعية التونسية 2014 عن الحركة الدستورية، دون أن تنجح في دخول البرلمان، وتولت رئاسة الحركة في عام 2016 وتحول اسم الحركة إلى الحزب الدستوري الحر.
هاجمت عبير موسى التيارات الإسلامية التونسية وخاصةً حزب النهضة عدة مرات، وهاجمت الثورة التونسية مرارًا.
أحد أكثر تصريحاتها المثيرة للجدل كان رفضها المشاركة في جنازة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، بسبب عدم اعترافها “بمنظومة الحكم الحالية” بحسب رأيها.
ولدت عبير موسى في عام 1975، وتحمل شهادة جامعية في الحقوق.
عبد الفتاح مورو
صاحب إحدى أشهر الصور من جنازة السبسي وهو يمشي وحيدًا خلف نعش الرئيس رغم كل الاختلافات الجوهرية السياسية والفكرية بين الرجلين.
رئيس البرلمان الحالي بالوكالة، ونائب رئيس حركة النهضة التي أعلنت ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية.
ولد عبد الفتاح مورو في العاصمة تونس عام 1948، وتخرج عام 1970 في كلية الحقوق في تونس، وتعرف إلى راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، وأسسا معًا الحركة عام 1981.
تعرض كغيره من المعارضين السياسيين لمضايقات من الرئيس الراحل الحبيب بو رقيبة، ليستقر في المملكة العربية السعودية، ويعود لاحقًا إلى تونس ويُعتقل مرتين، ليبتعد عن السياسة حتى الثورة التونسية ويترك الحركة، وخاض انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وعاد مرة ثانية إلى حركة النهضة.
خاض الانتخابات التشريعية عام 2014 ونجح في الانتخابات وانتخب نائبًا لرئيس المجلس.
هاجم مورو الداعية المصري وجدي غنيم، بعد هجوم الأخير على الرئيس التونسي بعد وفاته، معتبرًا أن الأيام تري الناس فساد عقله على حد وصفه.
وفاة السبسي
توفي الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، في 25 من تموز الماضي، عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية حادة.
السبسي من مواليد تشرين الثاني 1926 ويعتبر أكبر رئيس دولة يتولى مهام الرئاسة، ويعرف بأنه مخضرم سياسيًا.
وشغل الرئيس الراحل مناصب عليا في الدولة في زمن الرئيسين السابقين، الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.
وبعد اندلاع الثورة في 2011 استلم منصب رئيس الحكومة الانتقالية، قبل أن يؤسس حزب نداء تونس في 2012، ويدخل الانتخابات.
وفاز في الانتخابات الرئاسية، التي أجريت في 23 من تشرين الثاني 2014، على منافسه الرئيس محمد المنصف المرزوقي بنسبة 55%، ليتولى الرئاسة.
ويعرف السبسي بدفاعه عن حقوق المرأة، وطرح موضوع المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث خلال حملته الانتخابية الرئاسية، عام 2014، مناصرًا لأصوات النساء التونسيات المطالبات بذلك.
وصادق مجلس الوزراء التونسي على مشروع قانون يقضي بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :