اعتبر المتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية” التركي، عمر جليك، أن بلاده تمتلك بمفردها القدرة على إنشاء “منطقة آمنة” شمالي سوريا.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس، الثلاثاء 6 من تموز، بمقر حزب “العدالة والتنمية” في العاصمة أنقرة، قال جليك إن “تركيا عازمة على إنشاء ممر آمن يكون تحت إدارتها بالتعاون مع حلفائها، إلا أنها في الوقت نفسه تمتلك القدرة على اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية أمنها القومي، في حال واصل الحلفاء سياسية المماطلة وإهدار الوقت”.
وأضاف أن بلاده “عازمة وبكل وضوح على الدفاع عن أمنها القومي بالحوار أو الدبلوماسية أو القوة الناعمة أو الخشنة”، بحسب تعبيره.
وأشار المسؤول التركي إلى أن بلاده تنتظر من حلفائها موقفًا “أكثر إيجابية”، لافتًا إلى أن الوضع القائم في شمالي سوريا تحول إلى مشكلة “أمنية” و”وطنية” بالنسبة لتركيا، وفق قوله.
ولفت إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكد أن التقويم لاتخاذ خطوات فعلية في منطقة شرق الفرات قد وصل إلى مراحله النهائية، وذلك تماشيًا مع الاحتياجات الأمنية التركية.
وصعّد أردوغان، أمس، من لهجته تجاه شن عملية عسكرية محتملة في منطقة شرق الفرات، قائلًا في كلمة ألقاها خلال مؤتمر السفراء الأتراك “خطواتنا بخصوص شرق الفرات ستدخل مرحلة مختلفة قريبًا”.
ولم يحدد الرئيس التركي الخطوات المقبلة، لكنه جدد تهديده بأن تركيا ستستخدم القوة إذا ما تطلب الأمر الدفاع عن مصلحتها القومية.
وأشار إلى أن تركيا تنتظر من أمريكا التي وصفها بالحليفة والشريكة الاستراتيجية اتخاذ خطوة في الملف السوري تليق بالحليف الحقيقي.
واعتبر أردوغان أن “تركيا لا يمكن أن تشعر بالأمان ما لم يتم القضاء على بؤر الإرهاب التي تنمو على الحدود الجنوبية لتركيا (على الحدود السورية) عبر الأسلحة الثقيلة المقدمة إليها من قبل حلفائنا (أمريكا)”.
وتزامن التصريح مع تواصل المباحثات بين وزارة الدفاع التركية ووفد عسكري أمريكي في العاصمة أنقرة حول إنشاء منطقة آمنة في شرق سوريا.
كما تزامن مع إعلان وزير الدفاع الأمريكي الجديد، مارك إسبر، أن العملية العسكرية التركية في شرق الفرات غير مقبولة، مؤكدًا أن بلاده ستمنع التوغل التركي الأحادي في شمالي سوريا، لكنها تأمل في التوصل إلى اتفاق مع أنقرة، على حد قوله.
وكان أردوغان صرح، في شهر شباط الماضي، أنه أجرى مباحثات مع روسيا وإيران حول المنطقة الآمنة شمالي سوريا.
وأضاف، “نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال تعذر ذلك فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف”.
وشهدت “المنطقة الآمنة” التي تعتزم تركيا إقامتها شمال شرقي سوريا تضاربًا في وجهات النظر بين المسؤولين الأمريكيين والأتراك، في وقت تؤكد فيه تركيا إقامة المنطقة بمفردها على طول الحدود في حال لم يتم التوافق عليها مع واشنطن.
وتتطلع تركيا لإقامة المنطقة بعمق 32 كيلو مترًا من الحدود التركية باتجاه الأراضي السورية، وتولّي السيطرة عليها، بينما تريد واشنطن أن تكون المنطقة بعمق خمسة كيلو مترات دون دخول القوات التركية أو المدعومة منها.
وتسيطر “الإدارة الذاتية” وجناحها العسكري “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وعمادها “وحدات حماية الشعب” (الكردية) على مناطق شمال شرقي سوريا، وتصنفها تركيا على قوائم الإرهاب الخاصة بها، بينما تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية.
–