عروة قنواتي
أن تبحث عن المشاركة الدولية وتجدها وتسجل رقمًا واسمًا وحضورًا في كل عام، فهذا ممكن طبعًا، وأن تصطحب وإياك الفريق بمختلف الفئات العمرية فهذا وارد أيضًا، إلا أن فصل الخطاب يكون بالصعود إلى المنصة الدولية للتتويج، عامًا بعد عام، وبإمكانية وتعب وجهد من يعمل لهذه اللحظة، يبذل العرق ولا يلتفت لمحاولات التخريب والهدم التي أبدع بها رواد السياسة والعسكر في أغلب الأوقات.
الرياضي والمدرب واللاعب ضمن المنظومة الرياضية السورية الحرة، وهم يضعون نصب أعينهم خطة المشاركة في البطولات الدولية باسم سوريا، لا يجدون الوقت الكافي للرد على صناع المتاهات وبائعي الشعارات واللجان “الشكلية”، فيبدو المشهد العام بأن ولادة مشوهة حصلت للجنين الجديد، وأن وفاته أصبحت مسألة وقت، فلطالما كان العابث بالمشهد سياسيًا لا يفرق بين البيسبول وكرة المضرب، وهو ما ينطبق على وضع قضيتنا المعقدة خلال سنوات الثورة السورية وحتى اليوم.
البطل الرياضي السوري يسألك عن إمكانية تأمين ما يلزم لمشاركته ومنافسته الدولية، وعندما يجد الأمور صعبة كما هي على الجميع في أيامنا يذهب وحده للمشاركة ولا يفرق بين تعب اليوم وأحلام الأمس.
فعلًا، ليس لديه الوقت المتاح ليعلم كم هم أعضاء الهيئة السياسية في هذا التشكيل السياسي وفي تلك اللجنة المفاوضة. ليس لديه الوقت، ولا يعلم، ولا يريد أن يعلم، فهو مشغول بما هو أهم، الأهم لديه ألا يسمح لهرطقات وترهات العابثين بالمرور على أحلامه مهما كانت بياناتهم وقرارتهم مدبجة ومنمقة، لأنهم وفي آخر السطر يعملون بما لا يعلمون، ولا عتب على هذه النماذج عندما تعبث بكل الأوقات والمناسبات وتبدو للمحفل والوسط الرياضي كالجملة الشهيرة في أحد الأعمال المسرحية المصرية أيام زمان “أنا لاء.. أنا بلاش.. أنا جوز عديلة اللي تحت”.
اليوم ومع صعود بطل جديد إلى منصة بطولة البلقان الدولية بالووشو كونغ فو ليتزين عنقه بالميدالية البرونزية أمام أبطال الدول المشاركة (العراق وتركيا وأذربيجان واليمن والصين وصربيا)، وبهمة المدربين الوطنيين في إعداد الجيل الجديد بمختلف الفئات العمرية، يثبت أبناء الهيئة السورية للرياضة والشباب لكل العالم ولكل من تصدر المشهد السياسي في الثورة بأنهم، وكما غنت سيدة العصر فيروز، “وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان”.
تكثر في كل مناسبة أوراق القرارات بتعيين فلان وحجب فلان، ووعود بالتحسين والتمكين والدعم السياسي مع اللعب والعبث بما يناسب المركب الغرقان، وجوه تغيب ووجوه تعود لمحاولة الغش في الميزان، فالأسماء هي الورقة المكتوبة والممهورة بختم السياسي الأعظم تصلح لكل زمان ومكان.
تكبر في كل بطولة دولية سلة الميداليات البراقة التي بدأت في العام 2013، مع الكابتن علي البارودي والناشئة آنذاك إلهام عبد الغفور وحتى محمد الحزوري هذا الأسبوع في بطولة البلقان الدولية.
هنيئًا لفريقنا الوطني في البلقان، للمدربين والإداريين، ولزملاء العمل الرياضي في هيئة الشباب والرياضة السورية إنجازهم الجديد، وسط كل الظروف الصعبة على ثورتنا الغالية.