عبء على السكان وأرباح للمربين..
سعر الحليب يقفز في درعا
عنب بلدي – درعا
تشهد أسعار الحليب البقري ومشتقاته من الأجبان والألبان في محافظة درعا ارتفاعًا متزايدًا بشكل كبير منذ بداية الصيف الحالي، لتصل نسبة الارتفاع إلى 75٪ بالنسبة لكيلو الحليب البقري.
وبينما يشكّل هذا الارتفاع عبئًا على السكان وصانعي الألبان والأجبان، يوفر هامشًا للربح المادي بالنسبة لمربي الأبقار الذين باتوا يضطرون لشراء الأعلاف بسعر مرتفع.
ووصل سعر الكيلو غرام الواحد من الحليب البقري إلى 175 ليرة سورية خلال شهر آب الحالي بعد أن كان حوالي 100 ليرة في شهر آذار الماضي.
ورافق ارتفاع الحليب زيادة سعر الجبنة البلدية من 800 إلى 1000 ليرة، كما شهد سعر كيلو اللبن المصفى زيادة مماثلة، ليصل إلى 1000 ليرة سورية أيضًا.
ويؤثر الارتفاع على مستهلكي الحليب والألبان والأجبان، بحسب أبو أنس (50 عامًا)، الذي يؤكد لعنب بلدي أنّ “المواطن بات مضطرًا لشراء الحليب بسعره الجديد، رغم تدني الدخل الشهري”.
ويضيف أبو أنس (طلب عدم نشر اسمه كاملًا لأسباب أمنية)، “لا بديل عن الحليب مهما ارتفع سعره، وهذا يشكل عبئًا ماديًا على المواطنين”.
“تغريز” الأغنام يزيد الطلب على حليب البقر
يعود سبب ارتفاع سعر الحليب البقري في درعا إلى فقدان حليب الأغنام في السوق، بحسب تاجر الألبان مرهف الحسين (40عامًا)، الذي يؤكد لعنب بلدي أن الأغنام تكون في فترة “التغريز” في هذا الوقت من العام، و”التغريز” هو انقطاع الحليب عند إناث الأغنام قبل الولادة بشهرين.
ويدخل حليب الأغنام في صناعة الجبن البلدي والسمن البلدي، وغيرها من مشتقات الألبان والأجبان، ووفق التاجر، فإن الاعتماد في صناعة الجبن والسمن واللبن المصفى بات على حليب الأبقار، ما أدى إلى زيادة الطلب عليه وبالتالي ارتفاع أسعاره.
وعلى اعتبار أن تصريف الحليب لا يتم داخل درعا فقط، بل في دمشق أيضًا، بات الطلب مضاعفًا، بحسب التاجر محمد عدنان، الذي أكد لعنب بلدي أنّ صناعة البوظة في دمشق تتطلب كميات كبيرة من الحليب الذي يتم الحصول على جزء منه من درعا.
مربو الأبقار يعوضون خسائرهم
ينعكس ارتفاع أسعار الحليب بشكل إيجابي على مربي الأبقار، الذين يعانون من ارتفاع في تكاليف الإنتاج.
يوسف محمد (30 عامًا)، مربي أبقار في درعا، يؤكد أن “هامش الربح للمربي بات أكبر مع ارتفاع سعر الحليب، رغم ارتفاع أسعار الأعلاف”.
ويضيف المربي لعنب بلدي أنّ سعر الكيلو الواحد من العلف وصل إلى 160 ليرة سورية، لافتًا إلى أنّ المربين باتوا يقتصدون في تغذية الأبقار بالعلف، رغم تأثير ذلك على الإنتاجية.
ويشير المربي إلى أنّ زيادة أسعار الأدوية وتكاليف العلاج للأبقار تؤثر أيضًا على الإنتاجية، إذ ارتفعت أسعار مراجعات الأطباء البيطريين إلى ضعفين.
ويتابع، “كانت الجمعيات الفلاحية سابقًا توزع الأعلاف المدعومة على المربين، لكن هذه العملية توقفت خلال سنوات الحرب، وسيطر التجار بشكل مطلق على تجارة الأعلاف فارتفع سعرها دون رقيب، في ظل عدم تحديد أسعارها من قبل الدولة”.
ويعود ارتفاع أسعار الأعلاف إلى زيادة أسعار المواد الأولية، التي تخضع أيضًا لتحكم التجار، كالشعير والكسبة والبيقية والصويا والذرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :