عنب بلدي – خاص
يستمر الحديث عن وجود ما يزيد على 6.6 مليون نازح داخلي و5.6 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم، فروا قسرًا أو طوعًا من مناطقهم التي طالتها آلة الحرب السورية، وأصبحوا يشكلون ما يقارب نصف سكان سوريا.
ويتحدث مسؤولون عرب وغربيون، مؤخرًا، عن وجوب عودة السوريين إلى مناطق أصبحت “آمنة” في سوريا، حيث بدأت دول عدة، ومن بينها لبنان وتركيا، بتفعيل إجراءات تفضي إلى إعادة اللاجئين إلى بلدهم تحت مسمى “العودة الطوعية”.
بدأت منظمات مجتمع مدني سورية تابعة لتحالف “نحن هنا”، حملة أطلقت عليها اسم “Half of Syria” (نصف سوريا)، لتسليط الضوء على استمرار معاناة اللجوء والنزوح.
وتهدف الحملة إلى دحض ما يتم الترويج له عن انتهاء الحرب في سوريا، وتشجيع اللاجئين والنازحين على العودة إلى مناطقهم، وفق ما تقول مريم جمالي، مسؤولة المناصرة والتواصل في منظمة “النساء الآن” من أجل التنمية.
تحالف “نحن هنا”: هو تحالف يضم 24 منظمة من منظمات المجتمع المدني السورية، يعمل مع السوريين داخل سوريا وخارجها عبر تنظيم حملات خاصة بهم، كما يوجه رسائل محددة للرأي العام في أوروبا، وينسق حملات مناصرة وضغط تستهدف صانعي القرارات والسياسات، كما يعرّف التحالف عن نفسه. |
تذكرة ذهاب دون عودة
مريم جمالي، قالت إن “لإعلام الغربي بدأ يتحدث عن انتهاء الحرب، واتخذت بعض الدول إجراءات لإعادة السوريين إلى بلدهم دون الأخذ بعين الاعتبار مدى تعرض حياتهم للخطر”.
وبحسب جمالي، تستهدف الحملة، التي انطلقت مطلع العام الحالي، الإعلام الغربي والرأي العام العالمي عبر توثيق حالات لمهجرين يروون قصص تهجيرهم من مناطقهم وكيف أن حياتهم معرضة للخطر في حال عادوا إلى سوريا.
وفي إطار الحملة، نشرت منظمات تابعة لتحالف “نحن هنا” فيديو عن سيدات سوريات تعرضن للتهجير القسري من مناطق سورية عدة، بينها الغوطة الشرقية وحلب وريف دمشق، وتروي السيدات في الفيديو معاناتهن خلال رحلة التهجير، ويذكرن أسبابًا تمنعهن من العودة إلى سوريا، ومن بينها الملاحقة الأمنية ومخاوف من الاعتقال، والدمار الذي لحق بمنازلهن.
كما تشمل حملة “نصف سوريا” توثيق شهادات عائلات تعرضت للتهجير داخليًا وخارجيًا، ومن بينهم أطفال، لتكون بمثابة “تأريخ شفوي” لتجارب التهجير، بحسب مسؤولة التواصل في منظمة “النساء الآن”، مريم جمالي.
وأشارت مريم إلى أن حملة “نصف سوريا” ستشارك في مهرجان في العاصمة الفرنسية باريس قريبًا، حيث سيتم عرض الفيديو الوثائقي، كما سيشارك في المهرجان مهجّرون سوريون من المقرر أن يجروا مقابلات مع الزوار ويروون لهم تجاربهم.
ومن ضمن نشاطات الحملة توزيع منشورات شبيهة بتذاكر الطيران كتب عليها “ذهاب دون إياب”، في إشارة إلى وضع السوريين الذين هُجروا من مناطقهم دون قدرتهم على العودة إليها.
تقول مريم لعنب بلدي إن الحملة مستمرة طالما هناك حاجة إلى التوعية والتذكير بمعاناة النازحين واللاجئين السوريين، مشيرة إلى أن المستهدفين من الحملة هم الإعلام الغربي والناطقين باللغة الإنجليزية، على أن تنشط بشكل خاص في تركيا ولبنان وأوروبا، وتنقل بالمقابل معاناة المهجرين داخليًا إلى الخارج.
ويسعى المشاركون بالحملة، بحسب مريم، لأن يكون لهم دور فاعل في توثيق الانتهاكات بحق المهجرين ورفع الوعي بعدم إجبارهم على العودة إلى مناطقهم التي قد يتعرضون فيها للخطر.