أثبت فريق بحثي من المركز الوطني الأمريكي لأبحاث الأغلفة الجوية بالتعاون مع وكالة الفضاء والطيران (ناسا) أن الشمس ستكون في أضعف نشاط لها في منتصف العام المقبل.
واستطاع الفريق بناء نموذج جديد يشرح دورة الشمس بأكبر درجة دقة ممكنة عن طريق تحليل بيانات 140 عامًا من النشاط الشمسي.
وأوضحت النتائج، التي نشرت في مجلة “Science News” العلمية، في 24 من تموز، أن “هناك اقترانًا بين نقاط لامعة في الهالة الشمسية (الغلاف المحيط بالشمس) وحركة البقع الشمسية من أعلى الشمس إلى منتصفها”.
وحينما يكون عدد البقع الشمسية كبيرًا، وتكون قريبة الأقطاب فإن هذا يعني نشاطًا شمسيًا كبيرًا، وبعد ذلك تتحرك البقع الشمسية من الأقطاب إلى خط الاستواء، وحينما تكون البقع الشمسية قليلة وقريبة من خط الاستواء فإن ذلك يعني نشاطًا شمسيًا ضعيفًا.
وتقدر مدة الدورة الشمسية بـ 11 سنة.
وبحسب الدراسة، حينما تصطدم المجالات المغناطيسية القادمة من الشمال مع تلك القادمة من الجنوب في نهاية الدورة الشمسية يحدث ما يشبه التسونامي الذي يطلق كمًا كبيرًا من البلازما، وهذا الحدث هو ما يبدأ دورة شمسية جديدة.
والبلازما هي حالة رابعة من المادة تختلف عن حالاتها التي نعرفها (الصلبة والسائلة والغازية)، وتحدث تلك الحالة في درجات حرارة عالية جدًا، حيث تنفصل الإلكترونات عن الأنوية وتسبح حرة معها، ويعطي ذلك الذرات صفات كهربية ومغناطيسية خاصة جدًا تميز أسطح النجوم كالشمس.
وبحسب تلك البيانات الجديدة، فإن منتصف الدورة الشمسية الحالية وقمة نشاطها كانا في شهر نيسان 2014.
ويتوقع الباحثون أن الدورة الشمسية الحالية (Solar Cycle 24) ستنتهي في النصف الأول من عام 2020، مع بدء نمو الدورة الشمسية 25 بعد فترة وجيزة.
ومن جهة أخرى اكتشف العلماء الآلية الخاصة بكيفية قيام حدث فاصل النهاية ببدء دورة البقع الشمسية الجديدة باستخدام نموذج كمبيوتر متطور، توضح عمليات المحاكاة الناتجة أن “تسونامي الشمس” يمكن أن يوفر الاتصال ويشرح انتقال الشمس السريع بشكل ملحوظ من دورة إلى أخرى.
ويأمل الباحثون أن تفيد تلك البيانات الجديدة في تطوير فهم العلماء لفيزياء الشمس ككل.
–