فلك سكر: المرأة السورية قوية وحولت المحن إلى منح

  • 2019/07/31
  • 10:46 ص
فلك سكر وطارق سويدان في مخيم كنوز للتربية القيادية في اسطنبول 2019- (المصدر: فلك سكر)

فلك سكر وطارق سويدان في مخيم كنوز للتربية القيادية في اسطنبول 2019- (المصدر: فلك سكر)

وسط الصعوبات الكبيرة التي واجهتها المرأة السورية طوال سنوات الحرب، استطاعت أن تشق طريقها للنجاح، فسرعان ما انخرطت مع المجتمعات المضيفة التي لجأت إليها، وتعلمت مهارات جديدة، ولعبت أدوارًا إضافية تتناسب مع طبيعة الظروف التي فُرضت عليها، فكانت قائدة وربة أسرة خلقت فرصًا، وأحدثت فرقًا، ووضعت بصمة. 

فكيف استطاعت المرأة السورية اكتساب مهارات الحياة الجديدة التي فُرضت عليها، والتزود بمفاتيح وآليات النجاح لها ولأسرتها، لتثبت أنها عضو منتج وفعال على الدوام وأينما حلّت؟

الناشطة الإنسانية حول تمكين المرأة في الغربة، فلك سكر، تحدثت لعنب بلدي عن تجربتها في التعاون مع النساء السوريات وتحفيزهنّ على المشاركة المجتمعية، وعن وجهة نظرها حول ما يمتلكن من مقومات أسهمت في اندماجهنّ بمجتمعات اللجوء، وتجاوزهنّ لما مررن به من صعاب.

السيدات السوريات قائدات حقيقيات

أكدت فلك أن المرأة السورية لعبت دورًا إيجابيًا كبيرًا في الغربة، وهو ما بيّنته العديد من الدراسات والأبحاث التي أُجريت حولها.

فقد كان للنساء السوريات في بلدان اللجوء دور فعال رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهنها، من القبول والرفض من قبل هذه المجتمعات، إلى تحديات اللغة والعادات والتعايش مع الآخرين وغيرها، لكنهنّ تمكنّ من التغلب على جميع الصعوبات قدر الإمكان ليستطعن العبور إلى شط الأمان.

ومن المعروف عن السيدات السوريات أنهنّ قائدات حقيقيات، وقد اكتسبن مهاراتهنّ القيادية من إدارة بيوتهنّ وأسرهنّ، وعندما ننظر إلى العديد من الشخصيات الكبيرة في سوريا نجد أن أمهاتهنّ كنّ سيدات بسيطات جدًا ولكنهنّ عملن على قيادة الأسرة بشكل جيد، فاستطعن أن يربين أجيالًا أثمرت بشكل كبير وتمكنت من تقديم العلم والمنفعة للمجتمعات التي وُجدن فيها.

داخل كل منا طاقات كامنة وبطل حقيقي

ولفتت فلك سكر إلى أنه من الضروري العمل على تحفيز المرأة وتنشيطها بشكل دائم، وذلك من خلال التدريبات التي تقدمها بعض المنظمات للنساء، وخاصة اللواتي لم ينلن القسط الكافي من التعليم ولا يمتلكن مهارات، فيجب العمل على محاولة إخراج الطاقات الكامنة بداخلهنّ على الدوام.

ويساعد التحفيز الدائم للمرأة على أن تكون ذات فعالية، وأن تشارك بشكل أكبر في المعارض والأمسيات الأدبية والمحاضرات العلمية، وأن يكون لديها نشاط ثقافي ينعكس بشكل إيجابي عليها وعلى المجتمع المحيط.

وأشارت إلى أنها انطلقت في تجربتها بالمشاركة المجتمعية وتحفيز النساء من إيمانها بأن كلًا منا يمتلك طاقات عليه أن يظهرها، وبداخل كل منا بطل حقيقي وقائد يسيّرنا للإدارة والتحكم، ومن هنا كان لديها الاهتمام بشكل دائم بأن تبرز المرأة شخصيتها وعلمها وثقافتها.

تدريبات ومحاضرات صقلت مهاراتها 

وقد عملت سكر منذ مجيئها إلى تركيا على حضور المحاضرات التي كانت تختص بالموارد البشرية وأثبت تميزًا فيها، وتولّد لديها الدافع بشكل أكبر لأن تثبت وجودها وتميزها في المجتمع الذي توجد فيه، وأن تعمل على تمكين المرأة في الغربة، فواظبت مع عدد من السيدات على حضور الكثير من التدريبات، وعلى تشجيع بعضهنّ بعضًا وإثبات تفوقهنّ.

ومن المشاريع والتدريبات التي شاركن فيها “مشروع سلام، الاستراتيجية الدولية، الحوكمة الدولية، دورة تدريب المدربين، دورة القيادة النسائية، دورة ريادة الأعمال وغيرها”.

وقد كان لذلك أثر إيجابي كبير، إذ تمكنّ من إثبات حضورهنّ وتفوقهنّ الفكري أمام الحاضرين من جنسيات أخرى، كما استطعن تثبيت أفكارهنّ وآرائهنّ، وعبّر الأتراك الحاضرون عن إعجابهم بالانفتاح الفكري والثقافي لدى السوريات، كما تم تبادل الثقافات بين الجميع.

وإلى جانب ذلك عملت سكر على إلقاء العديد من المحاضرات التي لاقت حضورًا وقبولًا من قبل الضيوف.

تجربة مخيم “كنوز”

وقد كانت آخر مشاركات سكر المجتمعية في مخيم “كنوز” للتربية القيادية الذي اختُتم منذ أيام بمدينة اسطنبول، وضم نشاطات تنموية لمجموعة من الأطفال والشباب “الإناث والذكور” الذين ينتمون لجنسيات مختلفة، تتراوح أعمارهم ما بين 11- 18 عامًا، وذلك على مدار 21 يومًا، بإشراف تربويين ومدربين في مجالات ريادة الأعمال.

ووصفت سكر هذه التجربة بالممتعة جدًا، وقد شاركت بها بعد دعوة قُدمت لها من قبل منسق المشروع طارق سويدان، وأُسندت إليها مهمة أن تكون مرشدة تربوية للمرحلة المتوسطة.

وما جعل التجربة مميزة بحسب سكر هو محاولتها استقطاب قلوب الفتيات اليافعات، والوصول إلى ما لديهنّ من دوافع وأحلام وأهداف وطموحات، وقد ساعدها في أداء مهمتها أسلوبها المرن وبشاشة وجهها وتقربها من الفتيات مهما كانت حالتهنّ المزاجية إلى جانب خلفيتها الثقافية.

وعبّرت سكر عن سعادتها بتأديتها للرسالة التي تؤمن بها، بأن يتحلى الجيل القادم بالوعي والمهارات القيادية ليسهم في تقدم المجتمع وتطوره للأفضل، وأن تحوّل العلم الذي اكتسبته إلى عمل، وتبقى في طريق العطاء والإفادة للآخرين، لتترك بصمة إيجابية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأفراد بشكل خاص.

مقالات متعلقة

  1. نساء إدلب يتحدثن في يومهنّ.. الإصرار رغم المأساة
  2. بنت البلد.. أين أصبحت في الثورة السورية
  3. سعاد خبية: وعي المرأة بذاتها أولى خطوات تمكينها اجتماعيًا
  4. قباسين.. معرض لأعمال المرأة في الحرف اليدوية و"الروبوت"

مجتمع

المزيد من مجتمع