حذر خبراء ومسؤولون أمميون من ناقلة نفط تحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، قد تنفجر قبالة سواحل اليمن، ما قد يسبب أحد أكبر الانسكابات النفطية فى العالم.
ونشرت صحيفة “إل موندو” الإسبانية تقريرًا، في 29 من تموز، عن الخطر وراء حاملة النفط المهجورة منذ أربع سنوات شمال مدينة الحديدة، والتي قد تنفجر في أي لحظة، وذلك بسبب رفض جماعة “الحوثيين” السماح لخبراء الأمم المتحدة بفحصها ومعالجة الخطر.
وبحسب الصحيفة، فإن “الحوثيين” الذين يعانون من ضائقة مالية طالبوا بضمانات بأنهم سيحصلون على عائدات النفط، التي تبلغ قيمتها 80 مليون دولار، موضحين ترددهم في السماح بالوصول إلى الناقلة أو سحبها بعيدًا.
وتتحدث الصحيفة عن “القنبلة العائمة” العالقة بين نيران الحرب الأهلية في اليمن، حسب وصفها، إذ تهدد حاملة النفط المهجورة دون صيانة بالتسبب بكارثة بيئية لم يسبق لها مثيل في البحر الأحمر، مقدرة بأن مداها يتجاوز أربع مرات تسرب “إكسون فالديز” الذي طلى شاطئ ألاسكا بالسواد قبل ثلاثة عقود.
كما قالت صحيفة “الجارديان“ البريطانية إن “الانفجار المُحتمل هو نتيجة ثانوية للمعركة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي المسلحة”.
وأكدت الصحيفة أن “الناقلة تحوي مليون برميل نفط تتآكل بسرعة، ما يخلق مخاوف من تراكم الغازات في صهاريج التخزين، ويعني أن السفينة قد تنفجر”.
وحذر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارك لوكوك، أمام مجلس الأمن من أنه “إذا حدث في ناقلة النفط خرق أو انفجرت، فقد نشهد تلوث كل شاطئ البحر الأحمر، الذي سيمتد من باب المندب حتى قناة السويس، ومن المحتمل أن يصل حتى مضيق هرمز، وذلك يعتمد على وقت حدوثه وحركة تيارات البحر”.
وأبدت الأمم المتحدة استعدادها لنشر فريق فني بمجرد إصدار التصاريح اللازمة.
ومن الصعب تحديد الخطر الذي تشكله السفينة، إلى أن يتم إجراء فحص تقني للأمم المتحدة، لكن احتمال حدوث أي انفجار يؤدي إلى حدوث انسكاب سيكون له تأثير شديد على البيئة البحرية للبحر الأحمر.
وتعرف السفينة باسم “محطة صافر العائمة للتخزين والتفريغ”، وكانت تنقل النفط من عمليات حقل مأرب النفطي شرق اليمن، وتحتوي 34 خزانًا من النفط الخام بأحجام مختلفة وتبلغ سعة السفينة الإجمالية حوالي ثلاثة ملايين برميل.
وتوقفت عن العمل منذ عام 2015.
وترسو السفينة، التي تُستخدم كخزان عائم ومحطة تصدير للنفط منذ عام 1988، على بعد كيلومترات من ميناء رأس عيسى شمال مدينة الحديدة الاستراتيجية.
ورفضت جماعة “الحوثيين”، بعد أن تحولت السفينة إلى غنيمة حرب، السماح لوفد من الخبراء من الأمم المتحدة بفحصها.
ونظرًا للنظم الإيكولوجية البحرية الحساسة، فإن البحر الأحمر، موطن الشعاب المرجانية و600 نوع من الأسماك واللافقاريات، يعتبر معرضًا بشكل خاص للتلوث النفطي.
–