مع تفاقم أزمة اللاجئين السوريين في مدينة اسطنبول التركية، تروج وسائل إعلام خاصة مقربة من النظام السوري لعودة اللاجئين عبر معبر كسب الحدودي.
وبينما تجاهلت وسائل الإعلام الحكومية ذكر ما يدعو اللاجئين للعودة بشكل صريح، تولت وسائل إعلام خاصة وصفحات إخبارية في وسائل التواصل الاجتماعي هذه المهمة.
وتشهد اسطنبول، منذ 12 من تموز الحالي، حملة أمنية واسعة تطال اللاجئين السوريين، وتقول الحكومة التركية إنها موجهة ضد المخالفين منهم.
وأصدرت ولاية اسطنبول بيانًا رسميًا، أمهلت فيه السوريين المخالفين بإقامتهم في الولاية حتى تاريخ 20 من آب، للعودة إلى الولايات التي استصدروا منها وثيقة الحماية المؤقتة (الكمليك).
ونفى وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، يوم الأربعاء 24 من تموز، عزم بلاده ترحيل أي سوري خاضع للحماية المؤقتة إلى خارج تركيا، وإنما ستتم إعادتهم إلى الولايات التي استصدروا منها بطاقة الحماية.
لكن شهادات لسوريين رُحّلوا إلى الشمال السوري تؤكد أن السلطات نقلتهم من اسطنبول.
أما السوريون غير الحاصلين على بطاقة الحماية أو الإقامة فسيتم نقلهم إلى مخيمات مخصصة وتسوية أوضاعهم القانونية لإبقائهم تحت السيطرة، بحسب تعبيره.
وبحسب أرقام ولاية اسطنبول، يوجد 522381 سوريًا مسجلين بإقامة في اسطنبول، إضافة إلى 547479 سوريًا يحملون بطاقة الحماية المؤقتة، ليكون عددهم مليونًا و69860 شخصًا.
عمر رحمون، عضو هيئة المصالحة الوطنية في سوريا، دعا، عبر “فيس بوك”، السوريين المرحلين من تركيا إلى التوجه نحو معبر كسب.
صحيفة الوطن.. ترويج وتشجيع
نشرت صحيفة الوطن السورية، الأحد 28 من تموز، خبرًا قالت فيه إن أعدادًا كبيرة من السوريين في اسطنبول تتحضر للعودة إلى سوريا عبر معبر كسب، قائلة إن عدد المرحلين من اسطنبول بلغ ستة آلاف شخص.
وادعت الصحيفة أن “جبهة النصرة” تحقق مع المرحلين إلى إدلب، وأن أعدادًا منهم سيتم “إرغامهم على التطوع” والانضمام للمعارك في ريف حماة الشمالي.
وقالت “الوطن” إنها أجرب لقاءات مع سوريين في منطقة الفاتح في اسطنبول، التي تقطنها أعداد كبيرة من السوريين، قالوا إنهم يتحضرون للعودة إلى سوريا و”ارتياحهم” للإجراءات التي يتبعها القائمون على معبر كسب، على حد وصفها.
وعادت الصحيفة لتنشر على صفحتها الأولى في نسختها المطبوعة، في 29 من تموز، لقاءً مع محافظ اللاذقية، عبر من خلاله عن استعداده لاستقبال العائدين وتسوية أوضاعهم.
وأشار المحافظ، إبراهيم خضر السالم، إلى أن هناك جهات مختصة تعالج مشاكل من عليه أي التباس قانوني وهو ما أكد عليه قائد شرطة اللاذقية اللواء نبيل الغجري أيضًا.
وأشارت الصحيفة إلى تزايد أعداد السوريين العائدين إلى البلاد عبر المعبر، بحسب مصدر لم تسمه في معبر كسب.
“سناك سوري” يتساءل: مصادفة أم سياسة مرتبة
موقع “سناك سوري” نشر ثلاثة مواضيع تتعلق بأوضاع اللاجئين السوريين في اسطنبول.
ونشر الموقع، في 14 من تموز الحالي، تقريرًا عن التضييق الحكومي في لبنان وتركيا، تساءل من خلاله إن كان التضييق المتزامن مصادفة أم أن هناك شيئًا ما خلف الكواليس.
وربط التقرير بين التضييق المتزامن وتعثر العملية السياسية في سوريا والتصعيد العسكري في إدلب.
وفي 18 من تموز، عاد الموقع لينشر تقريرًا خاصًا بالسوريين في تركيا أشار فيه إلى تحذيرات إدارة الهجرة التركية للاجئين.
كما نشر، في 21 من تموز الحالي، خبرًا عن وصول 400 سوري إلى محافظة إدلب تم ترحيلهم من اسطنبول، وأشار إلى تخوف الواصلين من المشاركة في المعارك الدائرة حاليًا.
ونشر الموقع، في 30 من تموز، تقريرًا مطولًا هاجم فيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مبينًا طريقة تعامل السلطات التركية مع اللاجئين السوريين بوصفهم ضيوفًا لا لاجئين رغم توقيع تركيا على اتفاقيات دولية خاصة باللاجئين.
واتهم الموقع أردوغان بابتزاز الاتحاد الأوروبي، كما هاجم التقرير وسائل الإعلام المعارضة للنظام، معتبرًا أن هذه الوسائل “اكتفت بخجل” بنقل الأخبار دون أن تجرؤ على انتقاد الإجراءات التركية بوضوح.
وأشار الموقع إلى إطلاق ملهم دروبي، عضو جماعة “الإخوان المسلمون”، تصريحات مسيئة بحق اللاجئين السوريين المقيمين في اسطنبول، وكذلك إلى موقف الائتلاف السوري من الترحيل بوصفه متناغمًا مع قرارات أنقرة.
موقع اتحاد الصفحات الإلكترونية في حلب
نشر الموقع تقريرًا مطولًا، في 22 من تموز، يتضمن الخطوات الواجب اتباعها للدخول من معبر كسب، وقال الموقع في تقريره إن المعبر مفتوح على مدار الساعة باستثناء يوم الأحد، مؤكدًا أن الإجراءات سهلة وأن المعبر يستقبل الراغبين بالعودة حتى لو لم يمتلكوا جواز سفر، ويمكنهم الدخول فقط بما يثبت شخصيتهم.
على الجانب الآخر فإن وسائل الإعلام الجديدة، التي تحسب على المعارضة، لم تتجاهل أيضًا الإجراءات التي تستهدف السوريين والمخالفين في اسطنبول، لكنها ركزت على الظروف القانونية لهذه الإجراءات، إذ أفردت عنب بلدي على سبيل المثال ملفًا موسعًا في نسختها المطبوعة يرصد التحول التركي في هذا الملف ويناقش الإجراءات قانونيًا، بعنوان “من اسطنبول إلى إدلب.. شبح الترحيل يلاحق السوريين“.
–