ينتظر أكثر من 130 مهاجرًا عالقين في ميناء “أوغوستا” العسكري بصقلية اتفاقًا أوروبيًا لتسمح لهم إيطاليا بالنزول على شواطئها.
وأعلنت الحكومة الإيطالية أمس، الأحد 28 من تموز، عقب رسو سفينة “غريغوريتي” التابعة لخفر السواحل الإيطالي بميناء “أوغوستا” العسكري جنوب صقلية، أنها تنتظر إتمام الاتفاق الأوروبي حول توزيع اللاجئين قبل السماح لهم بالنزول في الموانئ الإيطالية.
وصرح وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، أنه لن يسمح بنزول المهاجرين العالقين إلى موانئ بلاده إلا مع وجود خطة لتوزيعهم في دول أخرى أعضاء بالاتحاد الأوروبي.
من جانبه أكد خفر السواحل الإيطالي في بيان له أن عملية الإنقاذ تمت بطلب من مالطا المسؤولة عن المنطقة التي جرت فيها العملية، وبتوجيه من وزارة الداخلية.
وأنقذ خفر السواحل الإيطالي، يوم الخميس الماضي، نحو 140 مهاجرًا كانوا قد أبحروا من ليبيا على متن مركبين.
وتم بعدها إجلاء ستة من المهاجرين إلى جزيرة “لامبيدوزا” الإيطالية بسبب حالتهم الصحية، وانضمت إليهم يوم السبت امرأة حامل في الشهر السابع، برفقة طفليها وشريكها.
وتزامنت عملية إنقاذ المهاجرين الخميس مع فقدان ما يزيد على 110 مهاجرين آخرين إثر غرق مركبهم قبالة الشواطئ الليبية.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعلن يوم الاثنين الماضي، توصل 14 دولة أوروبية إلى اتفاق لتنفيذ “آلية تضامن” بشأن توزيع اللاجئين.
لكن وزير الداخلية الإيطالي سارع إلى انتقاد الاتفاق لأنه يتضمن إشارة إلى وجوب أن يرسو المهاجرون أولًا في إيطاليا.
وتعد قضية التعامل مع اللاجئين والمهاجرين من القضايا الشائكة في الاتحاد الأوروبي، الذي أعلنت رئيسة مفوضيته الجديدة، أورسولا فون دير لاين، عن اعتزامها التعديل في قواعد اتفاقية “دبلن” لتوزيع اللاجئين، التي تضمنت أنه يجب على الدولة التي يصل إليها طالبو اللجوء أولًا أن تنظر في طلبات لجوئهم، وأن تقبل عودتهم إليها في حال غادروا إلى دولة أوروبية أخرى.
وتسعى ألمانيا وفرنسا لتطبيق خطة تضمنان من خلالها استقبال حصة ثابتة من اللاجئين الذين تم إنقاذهم من الغرق في البحر المتوسط، وتوزيعهم على نحو “عادل” بين دول الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يتم طرح الخطة بشكل رسمي خلال الأسبوع الأول من شهر أيلول المقبل، بحيث تقدم ضمانات لإيطاليا ومالطا من أجل إعادة فتح موانئهما مجددًا أمام سفن إنقاذ اللاجئين.
وأعلنت منظمة “أطباء بلا حدود“، الأسبوع الماضي، عن استعدادها لبدء حملة جديدة لإنقاذ المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط بالتعاون مع منظمة “إس أو إس ميديتيريان“، بسفينة “أوشن فايكينغ” النرويجية.
وأكدت المنظمة أن عودة مهام البحث والإنقاذ، تعد واجبًا تغذيه الحاجة الإنسانية للحؤول دون غرق الناس في أثناء بحثهم عن الأمن من ليبيا، وستبدأ السفينة مهامها آخر شهر تموز الحالي.
وقدرت “أطباء بلا حدود” غرق 426 رجلًا وامرأةً وطفلًا منذ بداية العام.
وقال رئيس مهمة البحث والإنقاذ التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود”، سام تيرنر، “من الممكن الحؤول دون حالات الموت والمعاناة، وطالما استمرت، نرفض أن نجلس دون القيام بشيء”.
وأضاف، “يريد السياسيون أن يفهموك أن موت المئات في البحر، ومعاناة آلاف اللاجئين والمهاجرين المحتجزين في ليبيا، تعد ثمنًا مقبولًا لمحاولات السيطرة على الهجرة”.
–