عنب بلدي – ريف حلب
يتنقل باص مجهز بالأسس اللازمة لتقديم عملية تعليمية “ناجحة”، يستهدف شريحة من أطفال المخيمات ويقدم برامج علمية وترفيهية، في خطوة لكسر الصورة النمطية المترسخة في أذهان الطلاب عن التعليم، بحسب رؤية القائمين على المشروع.
أطلقت مؤسسة “قيم” الثقافية مشروعًا تعليميًا، في 25 من تموز الحالي، عبارة عن باص متنقل يستقطب الأطفال في مدينة الباب، بريف حلب الشرقي، ويحوي الأدوات اللازمة للتعليم، بحسب ما قالت إيمان محمد، مديرة مؤسسة “قيم”.
إيمان محمد، قالت في حديث لعنب بلدي إن مشروع “باص العلوم والمعارف” يستهدف الأطفال الأكثر حاجة في مدينة الباب، والأطفال الذين يمكن الوصول إليهم في المخيمات المجاورة للمدينة، كما يستفيد منه طلاب مدارس “القلم النموذجية”، ويحصلون فيه على دروس تفاعلية ضمن بيئة تعليمية “مميزة”.
وأضافت أن المشروع يهدف إلى تقديم التعليم للفئة الأكثر حاجة، وذلك باستهداف شريحة الفتيات في المخيمات، عبر دروس مخصصة لمحو الأمية، إضافة لدروس توعية متنوعة.
ومن ضمن برامج المشروع، تقديم دورات في الحاسوب وتخصيص جلسات لقراءة الكتب ومناقشتها، بالإضافة إلى مشاهدة أفلام “هادفة” وتقديم جلسات في القصة التفاعلية ومسرح الدمى لتنمية التفكير وبناء الشخصية الواعية، بحسب ما قالت مديرة مؤسسة “قيم”.
وترى إيمان أن مشاريع كهذه “تنمي مهارات التفكير والتدريب لدى الطلاب، كونها قائمة بالأساس على الحوار والتفاعل والمناقشة ومهارة طرح الأسئلة”.
يحوي “باص العلوم والمعارف” على أدوات تعليمية وتقنية، ومن بينها: شاشة عرض، أجهزة حاسوب، طابعة، مكتبة متنقلة، لوح “وايت بورد”.
لكن أبرز الحصص “النوعية” المقدمة في الباص هي حصة العلوم المخبرية والتجارب الفيزيائية المتنوعة، التي يتم خلالها إجراء تطبيق عملي لدروس العلوم والكيمياء والفيزياء، بحسب ما قالت الطفلة ميس، إحدى المستفيدات من مشروع الباص.
ميس، طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، قالت لعنب بلدي إن الحصة المفضلة لديها هي حصة العلوم المخبرية، مشيرة إلى أنها أجرت مع رفاقها تشريحًا لكلية بشرية، وتابعت “قرأنا كتبًا ضمن حصة القراءة السريعة وناقشناها، وشعرنا أن المعلومات تصل بسهولة وسرعة”.
أما أم محمد، سيدة من مهجري مدينة حمص مقيمة في مدينة الباب، فقالت لعنب بلدي إنها ألحقت جميع أبنائها بـ “باص العلوم والمعارف”، ورأت أنه يقدم المعلومات بطريقة “تقنية متطورة” تشجع الطلاب على التعلم وتساعدهم على استيعاب المعلومات وترسيخها في دماغهم لفترة طويلة، حسبما قالت.
ويواجه الأطفال السوريون في مخيمات الشمال السوري صعوبات كبيرة في تلقي التعليم الأساسي، وسط جهود محلية “خجولة” لمكافحة تسربهم من المدارس.
وتشير بيانات “الصليب الأحمر” الدولي، في أحدث تقاريره عن أطفال سوريا، الصادر في نيسان الماضي، إلى أن مليوني طفل في سوريا لا يزالون غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة، بفعل ظروف الحرب والنزوح المستمرة حتى اليوم.