زيارة روسية جديدة إلى السويداء
ملف مسيحيي خربا على الطاولة
نور نادر – السويداء
بعد عام على أول زيارة عسكرية روسية إلى مبنى محافظة السويداء، عاد مسؤولون روس الأحد 21 من تموز الحالي، إلى المدينة في زيارة إلى المحافظ ومسؤولين آخرين للبحث في قضية إعادة المسيحيين إلى قرية خربا غربي المحافظة الواقعة تحت سيطرة قوات “الفيلق الخامس”.
نقلت صفحة “السويداء 24” المحلية عن مندوب القوات الروسية في المنطقة الجنوبية، عماد العقباني، قوله إنّ مسؤولين في القوات الروسية، عقدوا الأحد اجتماعات مع محافظ السويداء عامر العشي، وقادة الأجهزة الأمنية في السويداء، ووجهاء من عشائر البدو، للتباحث في قضية إعادة المسيحيين.
ورغم أنّ وفودًا عسكرية وأمنية روسية زارت السويداء لبحث ملفات أمنية عديدة، لكن المختلف في الزيارة الأخيرة أنها اقتصرت على فتح ملف عودة المسيحيين إلى قرية خربا، الحدودية مع درعا والتابعة إداريًا لمحافظة السويداء، والتي هجرها أغلب سكانها في أثناء سيطرة المعارضة على درعا، وهو ما لم يتم تداوله بشكل مفصّل في الاجتماعات السابقة.
خربا في مباحثات الروس
نزح معظم أهالي قرية خربا إلى المناطق المجاورة خلال فترة سيطرة فصائل المعارضة عليها، وبحسب جورج (شاب من القرية رفض نشر اسمه كاملًا لأسباب أمنية)، لم يبق في خربا اليوم سوى كبار السن والفقراء العاجزين عن دفع إيجارات منازل في القرى المجاورة أو في المدينة.
ويضيف جورج، وهو أحد النازحين من القرية، لعنب بلدي، أن عدد المسيحيين فيها لم يكن يتجاوز 1200 شخص، ولكن بعد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عليها عام 2014 ودخول تنظيمات مارست انتهاكات بحق المسيحيين اضطر أغلب الأهالي للنزوح.
وينفي جورج أن يكون الروس قد اتخذوا سابقًا أي خطوة لإعادة الأهالي، معتبرًا أن اللقاءات والاجتماعات مجرد “كلام فارغ”، مضيفًا، “هذه ليست المرة الأولى التي يفتح فيها الملف، وفي كل مرة يتم إنذار البدو الذين استقروا في منازلنا، ويتم تحديد موعد لإخراجهم دون جدوى”.
تخوف محلي من تمدد روسي
رصدت عنب بلدي ردود فعل بعض أهالي السويداء على الزيارة الروسية الأخيرة، واعتبرت غالبية الذين التقتهم عنب بلدي أنّ الزيارات الروسية المتكررة هي مقدمة لتمدد عسكري يتمثل بنشر حواجز وفرض سلطة أمنية على المحافظة.
وكان الروس أجروا زيارات سابقة إلى محافظ السويداء، إذ عقد مسؤولون عسكريون روس في حزيران 2018 اجتماعات مع فعاليات سياسية ودينية واجتماعية بالمحافظة، لبحث شؤون السويداء، وقدموا مقترحات تتعلق بالفصائل المحلية والقضايا الأمنية، دون اتخاذ أي إجراءات حقيقية، بحسب “السويداء 24”.
أحد الناشطين في المحافظة والذي يرتبط بعلاقات مع قادة محليين، أكد لعنب بلدي أنّ أهالي المدينة “دائمًا ما يقابلون أي فعل إيجابي روسي بتخوف وحذر شديدين من محاولتهم نشر قوات وشرطة روسية في المحافظة”.
وأضاف الناشط (رفض نشر اسمه لأسباب أمنية)، أنّ القادة المحليين بالمقابل يسعون إلى الإبقاء على تكاتف سكان المحافظة، ورفض أي وجود لحواجز روسيا أو الدولة، رغم اختلاف وجهات نظرهم حول الدولة والدعم الروسي على حد سواء.
واعتبر أحد موظفي محافظة السويداء (رفض نشر اسمه لأسباب أمنية) أن زيارات الروس ذات طابع “فوقي”، ويمارسون من خلالها “دور الحكماء أصحاب الخبرات في إيجاد الحلول دون أي جدوى سوى فرض وجودهم بين الناس وتذكيرنا بشكل دائم أننا تحت سلطتهم”.
وكان مندوب القوات الروسية في المنطقة الجنوبية، عماد العقباني، نفى في لقاء مع “السويداء 24” نُشرت تفاصيله الأحد 21 من تموز الحالي، نية روسيا نشر حواجز في محافظة السويداء، أو التدخل في الوضع الأمني.
بالمقابل أوضح العقباني أن الإجراءات الجدية لتنفيذ وعود إرجاع المسيحيين إلى خربا لم تُنفذ بعد، إذ لا يزال الملف في مرحلة النقاش والبحث.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :