دعت وزيرة العدل الألمانية، كريستينه لامبرشت، إلى التصدي لليمين المتطرف في البلاد بمزيد من الصرامة، محذرة من تفشي خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي تصريحات لها لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الألمانية، اليوم، السبت 27 من تموز، قالت الوزيرة، “يتعين علينا زيادة ضغط الملاحقة على اليمينيين المتطرفين بشدة”.
وأكدت على أهمية بذل الشرطة وهيئات الادعاء العام جميع الجهود، لملاحقة جرائم الكراهية على الإنترنت بفعالية، محذرة من تحول الكراهية على الإنترنت إلى “عنف وحشي”.
وأشارت الوزيرة الألمانية إلى أنه وفي سبيل تحقيق ذلك تقدم الحكومة دعمًا للولايات عبر زيادة القوى العاملة والكفاءات الرقمية لدى السلطات القضائية.
وكان رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور “الاستخبارات الداخلية بألمانيا”، توماس هالدنفانغ، تحدث لموقع “شبيغل أونلاين” أمس عما أسماه بـ “قوة دفع جديدة في مجال التطرف اليميني”.
وحذر المسؤول الألماني من وجود “قدر هائل من التعاطف، وتسخين الوضع في الشبكة العنكبوتية من خلال منشورات تحض على الكراهية”، مؤكدًا حاجة أجهزته إلى المزيد من الموظفين.
فيما أشار الموقع إلى حالة استنفار يعيشها رؤساء الأجهزة الأمنية في ألمانيا بسبب القلق من تزايد أعمال العنف من قبل اليمين المتطرف، منذ مقتل السياسي الألماني بحزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” فالتر لوبكه، بمدينة كاسل في شهر حزيران الماضي.
الحالة الأمنية المتوترة أكدها أيضًا رئيس مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، هولغر مونش، والذي لفت إلى أن الخطر لم ينمُ في ألمانيا فحسب، بل في الدول الأوروبية كافة، مؤكدًا وجود “حاجة ملحة” للعمل.
ويوم الثاني من حزيران الماضي أُصيب رئيس مجلس مدينة كاسل، فالتر لوبكه، وهو في شرفة منزله بطلق ناري في رأسه، توفي على إثره بعد فشل عمليات إنعاشه.
وأعلنت “النيابة العامة الاتحادية المتخصصة بشؤون مكافحة الإرهاب” عقب ذلك اعتقال “شتيفان ي.” البالغ من العمر 45 عامًا، للاشتباه بقتله لوبكه.
وينتمي لوبكه لـ “حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي”، المؤيد لاستقبال اللاجئين وترأسه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وكان قد أسهم في تأسيس مراكز لاستقبال اللاجئين عام 2015
واعتبرت النيابة العامة جريمة مقتل لوبكه بمثابة “اعتداء سياسي”.
وبعد مقتل لوبكه، توالت التهديدات الموجهة لمسؤولين ألمانيين بالقتل، والتي يُعتقد أنها على خلفيات سياسية.
ويوم الاثنين الماضي أُصيب شاب أريتيري يبلغ من العمر 26 عامًا، بجروح بليغة في مدينة فيشترسباخ بولاية هيسن غربي ألمانيا، إثر تعرضه لطلق ناري في البطن على يد ألماني قتل نفسه عقب ارتكابه الجريمة.
ويرجح المحققون وجود دوافع عنصرية وراء الجريمة، استنادًا إلى الرسالة الوداعية التي تركها المتطرف الألماني وضمّنها “إذا اضطررت إلى المغادرة، فسوف آخذ معي للموت شخصًا ما، وبهذا أقدم خدمة لدافعي الضرائب”.
ومن المقرر أن تنطلق في مدينة “فيشترسباخ” الألمانية اليوم مظاهرة تحمل شعار “ضد الإرهاب اليميني”، دعت إليها مجموعة “أنتيفا كولكتيف 069” اليسارية المعادية للفاشية.
وكان وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، صرح خلال استعراضه نتائج “التقرير الأمني السنوي الصادر عن هيئة حماية الدستور”، في شهر حزيران الماضي، بأن التهديدات التي يشكلها “اليمين المتطرف” في البلاد وصلت إلى مستوى “غير مسبوق” في عام 2018.
وأوضح الوزير الألماني أن عدد المنضمين إلى شبكات “يمينية متطرفة” وصل إلى 24100 شخص، وهو “أعلى مستوى له”، لافتًا إلى أن التقرير يصنف ما يقارب النصف منهم على أن لديهم “قابلية لاستخدام العنف”.
وحذر زيهوفر بشدة من خطورة تعزيز “اليمين المتطرف” لوجوده على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المواقع الإلكترونية بشكل عام.
وتُشير إحصائيات التقرير الرسمية إلى أن “الحزب اليميني القومي” المتطرف يضم نحو 5500 شخص، بينما يوجد ما يقارب 6600 آخرين ضمن مجموعات تنضم تحت لواء تنظيمات وجمعيات كحركة “مواطني الرايخ” المتطرفة.
وفي حين تراجع عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية اليمينية المتطرفة بنسبة بلغت 3.2%، لتصل إلى 20 ألفًا و431 جريمة، شهدت جرائم العنف والدعاية اليمينية ارتفاعًا مقارنة بعام 2017، وفقًا للتقرير.
ويقف خلف معظم الهجمات العنصرية ضد اللاجئين “يمينيون متطرفون”، وكانت السلطات الألمانية حمّلت في عام 2018 “الجماعات اليمينية المتطرفة” المسؤولية عن 140 هجومًا من أصل إجمالي 143 هجومًا.
كما يطالب أنصار “اليمين المتطرف” بترحيل اللاجئين، ويحاولون الضغط على الحكومة من أجل تغيير سياسة استقبالهم.