قلة من كتاب السيناريو في العالم العربي ممن حازوا على شهرة واسعة ومحبة الناس، خاصة مع قربهم من مجتمعهم، وكان منهم الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة.
وشكل عكاشة مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ ثنائيًا فنيًا وقدما عددًا من الأعمال الدرامية التلفزيونية حققت نجاحًا على مستوى العالم العربي، في وقت لم تكن قد انتشرت فيه القنوات الفضائية ولا المنصات الإلكترونية الحديثة، وكل بلد كان يمتلك محطات أرضية فقط، بالإضافة إلى إثارته للجدل في عدة مواقف.
ويعتبر نقاد وفنانون أن أسامة أنور عكاشة هو نسخة الكاتب المصري نجيب محفوظ في عالم الدراما، مع قدرته على تجسيد الحارة المصرية وتفاصيلها وابتكار شخصيات مستمدة من قلب الواقع المصري في أعماله الدرامية، مؤسسًا لموجة جديدة من الكتابة الدرامية حاول الكثير من كتاب السيناريو أن يحذو حذوه فيها.
مسلسلات شهيرة
ولعل أشهر المسلسلات التي كتبها أسامة كانت أجزاء مسلسل “ليالي الحلمية”، من بطولة صلاح السعدني ويحيى الفخراني، بأجزائه الخمسة وحكاية التنافس الكبير بين سليم البدري الارستقراطي والعمدة سليمان غانم، والذي يؤرخ من خلالها لمرحلة مهمة من تاريخ مصر الاجتماعي والسياسي.
وكذلك مسلسل “الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين”، بطولة أحمد زكي وشكري سرحان، وهو سباعية تلفزيونية، من إخراج ناجي أنجلو عام 1981، ومسلسل “زيزينيا” ومسلسل “المصراوية” بجزأيه.
دافع الكاتب الراحل عن الدراما السورية بعد الهجوم الشرس الذي تعرضت له بسبب عرضها على المحطات المصرية، معتبرًا أن الدراما السورية أولى بالعرض من المسلسلات الأجنبية.
الكتابة للصحف
كتب في الدستور والأهرام والوفد معتبرًا أن كتاباته في هذه الصحف عملية تفريغ لغضبه، ومن الأفضل أن يكتبها في الصحف على شكل مقالات دورية على أن تؤثر على مسلسلاته، بالإضافة لاشتراكه بالشأن العام، وهو ما يعتبره واجبًا على الكاتب بحسب الكاتب والسيناريست بلال فضل.
كما كتب أسامة أنور عكاشة سيناريوهات للسينما، منها فيلم “كتيبة الإعدام”، بطولة نور الشريف ومعالي زايد.
رواياته
ألف الكاتب الراحل ما يزيد على 20 عملًا فنيًا، بين السينما والمسرح والتلفزيون، بالإضافة إلى عدد من الروايات، منها رواية “موجة حارة” التي تحولت إلى مسلسل في عام 2013، ورواية وهج الصيف الصادرة عام 2001، ورواية “سوناتا لتشرين” صدرت عام 2010.
حياته
ولد أسامة أنور عكاشة في مدينة طنطا عام 1941، ودرس علم الاجتماع في جامعة عين شمس، وهو ما استفاد منه لاحقًا في كتاباته الدرامية.
عمل أسامة في سلك التعليم، وقدم استقالته بشكل نهائي عام 1982 ليتفرغ للكتابة بشكل كامل، وتوفي في عام 2010 إثر هبوط حاد بالدورة الدموية.
–